بكري .. تعاون .. سيدا وديدا ..!!

* أقول

الشمس لا تزول

بل تنحني

لمحو ليل آخر

في ساعة الأفول

أقول

يبالغ القيظ نفخ ناره

وتصطلي المياه في أواره

وتكشف الهموم عن همومها

وتكشف الهموم عن غيومها

فتولد الحقول

أقول

تعلن عن فراغها

دمعة الطبول

أقول

كم أحرق المغول من كتب

كم سحقت سنابك الخيول

من يمنع القول من الوصول

من يمنع الوصول ...!!

لا أحد يمنع الوصول عزيزنا مطر ولأن الهلال التاريخ الناصع كان لا بد له أن يصل ويحقق ما يريد بفضل قادة كبار حبا بهم المولى عز وجل هذا النادي الكبير.

أمس كان يوماً هلالياً خالصاً تمثلت فيه كل أنواع التضحيات من قبل نجوم الهلال الكبار اسماً ومكانة.. كان المسرح بضاحية كافوري وعلى مأدبة إفطار اجتمع نفر من خيرة أبناء الهلال الأوفياء بقيادة الأخ صلاح إدريس رئيس نادينا.. الغرض هو بحث الطريقة المثلى لإعادة قيد الحارس الدولي المعز محجوب وتجديد البيعة له حوار في مشيخة الهلال.. الجلسة لم تكن رسمية بمعناها الكبير، بل كانت أبوية في المقام الأول تحدث فيها الأرباب حديث الأب لأبنائه.. واستمع النجوم الكبار لتلك المحاضرة القيمة التي ألقاها الأرباب (بعدين بنرجع لمحاضرة الأرباب في القانون) شيلوا الصبر بس المهم استمع النجوم الكبار لحديث الأب.. لغة المال لم تكن موجودة.. أمن الطرفان على أن يذهب المعز للاتحاد لتجديد الولاء من جديد جندياً في صفوف الأزرق لم يتردد المعز وكان أكثر حماساً من المفاوضين.. همه الوحيد كان إسكات تلك الأصوات التي ما برحت تقول وتقول وتنقل عنه الكثير.

كان المعز أكثرهم إصراراً لتجديد البيعة من جديد حباً في الهلال وحباً للشعار وحباً لتلك الجماهير المحبة لهلالها وإغلاقاً لباب الاجتهاد.. لم يستلم المعز مليماً.. كل الذي فعله قوله لرئيس النادي سمعاً وطاعة ضارباً مثلاً حياً في الأخلاق التي نشأ وتربى عليها كيف لا والمعز سليل أسرة كبيرة ممتدة تمتاز أول ما تمتاز بالوفاء.. هو سليل الجموعية فرسان الحوبة وعشا البايتات أهل إمدرمان والكل يعلم ما هي أمدرمان بالنسبة للوطن الكبير السودان والوطن الصغير الهلال كلاهما يمثل عزة السودان.

أخرص المعز الألسن التي تناولته بسوء خلال الفترة الماضية.. أخرصها وهو يذهب مع قادة الهلال الى الاتحاد تجديداً للبيعة وتجديداً للولاء الذي يعيش في جوانح هذا الفتى العاشق لهلاله ولجماهيره الوفية التي لم تتخل يوماً عنه وهي تهتف باسمه بالمعز هلالنا يهز ويرز.

أنهى الأسطورة وأفضل حراس بلادي الحدوتة وأعلن هلاليته لأربعة مواسم قادمات من البذل والعطاء.. هنيئاً لنا بالمعز وهنيئاً للهلال بأحد أبنائه البررة الذين قاتلوا من أجله سنين عدداً.

ثم تزينت كشوفات الأزرق من جديد بالفتى الأبنوسي أسامة التعاون.. قناعتي بهذا اللاعب لا تحدها حدود فهو يعد من أفضل المدافعين على مستوى السودان يتميز بالهدوء والثقة والرجولة.. ولكن الإصابات لم تتركه وجعلته فريسة دائمة لها.. عاد أقوى مما كان في مباراة القمة الأخيرة ولعب برجولة وفدائية وأثبت قولاً وفعلاً أنه الأميز.

التجديد لأسامة يعد تكريم له ولكل لاعب يقدم لأمته الهلالية وهي سنة حميدة درج الهلال عليها في السنوات الماضية تكريماً لنجومه وحفاظاً عليهم من المناوشات.

ثم كان بكري المدينة (والي الدين 2) إن أردتم أن تعرفوا مدى موهبة هذا اللاعب وقدراته الكبيرة عليكم بمطالعة أعمدة كتاب المريخ ففيها ما تتضح الحسرة الكبيرة لهم.. هم يعلمون جيداً أن نجم التسجيلات الحقيقي هو بكري المدينة.. هم يعلمون الإمكانات المهولة التي يتمتع بها هذا اللاعب لذا لا يخلو عمود أحمر من (مناحة) بدعوى القانون والبكاء عليه.

قلنا لهم إن أهل الهلال وتحديداً الأرباب يعلمون جيداً القانون.. قلنا لهم إن الأرباب بصحبة الكوبرا هما من جاء (بالإعارة المسكوت عنها) استفادوا منها فائدة كبرى وهاجموها.. والآن يهاجمون مادة تغيير الهوية التي ابتدعها الهلال بعد أن تبحر قادته في القانون ووجدوا ثغرة نفذوا منها واستفادوا منها وسجلوا المدينة.. نعم سجلوا مدينة كاملة متوشحة ألقاً وإبهاراً اسمها بكري عبدالقادر.

جماهير الهلال فرحة ببكري وفرحة بقادتها الذين يجتهدون على الدوام بتزيين كشوفات الأزرق بالمواهب والدرر النفيسة على شاكلة بكري المدينة.. ولأن الهلال منبع للنجوم والمواهب جاء ببكري ليكون ضمن قائمة الموهوبين الذين تخرجوا من تلك المدرسة الهلالية العتيقة.

فضلت أن أختم حديثي ببرنس الكرة السودانية وأميرها المتوج هيثم مصطفى مهما كتبت تتقازم الأحرف أمام هذا اللاعب الكبير.. هيثم ليس لاعباً فحسب فهو قائد استثنائي لفريق استثنائي لجمهور استثنائي.. هيثم مصطفى واحد من الهبات الربانية التي منحها الله لشعب الهلال.. شهادتي فيه مجروحة ولكن ما يقوم به هيثم تجاه ناديه يفوق قدرة احتمال البشر.

كان مهموماً لدرجة كبيرة بإعادة قيد المعز من جديد لم يترك شيئاً.. تحرك في كل الاتجاهات.. كان مفاوضاً لبقاً ومقنعاً لمن يفاوضه كان همه الأول أن يعيد المعز قيده ويجدد عهده للفريق الذي عشقه.. لم يتحدث عن نفسه قط على الرغم من أنه مطلق السراح سبتمبر المقبل.. وكان الأحق أن تتم مفاوضته قبل أي لاعب آخر باعتباره قائداً للفريق.. لم يكترث البرنس لهذا حتى فاجأه الأرباب بطلب أن يصطحب هؤلاء النجوم ويجدد قيده بالهلال.. لم يتحدث هيثم عن حقوق مالية.. أو مطالب تعجيزية كل الذي فعله قوله سمعاً وطاعة من أجل الهلال الذي عشقه ومن أجل تلك الجماهير التي تغنت باسمه.. أعاد البرنس قيده للهلال دون أن يعلم ما يتقاضاه.. أسألكم بالله هل يوجد شبيه للبرنس في دنيا كرة القدم السودانية ؟؟

الآن فقط يمكن أن نقول إن الهلال هو بطل التسجيلات بلا منازع كيف لا وهو يجمل كشفه بنجم التسجيلات بكري المدينة.. كيف لا يكون الهلال سيداً للساحة والتسجيلات وهو يعيد قيد أفضل حارس مرمى في السودان وقارتنا السمراء.. كيف لا يكون ملكاً للتسجيلات وهو يعيد قيد من قل أن تجود بمثله الكرة السودانية في وظيفة صانع الألعاب.

مبروك لشعب الهلال.. وعلينا أن نرفع قبعة الحب والاحترام لرئيسنا الهمام صلاح إدريس هذا العاشق المتبتل في محراب الهلال.

وعلى ذكر الأرباب قبيل قلت ليكم بنرجع تااااني لموضوع الدروس المجانية التي ظل يقدمها الأرباب لكل الأندية في القانون وكيفية تطويعه لمصلحة النادي.. فعلها الأرباب في قضية (الإعارة المسكوت عنها) استفاد منها المريخ قبل الهلال.. والآن فعلها الأرباب في مادة تغيير الهوية فاستفاد منها الهلال، ولكن المفاجأة أن المريخ لن يستفيد منها هذه المرة.. كيف لا يستفيد المريخ منها لتلك قصة أخرى سنرويها لكم خلال اليومين القادمين بس خليكم معانا وما تمشوا بعيد.