مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
Twitter
الاغنية السودانية بين تناغم الوجدان وتدني الذوق العام
صفحة 1 من اصل 1
الاغنية السودانية بين تناغم الوجدان وتدني الذوق العام
يدور الحديث عن قناة النيل الازرق التي جلبت البنات الجميلات الي الشاشة الفضية فهن جيل المتعلمات علي غرار الوجبات السريعة في الدراسة ومتطلبات سوق العمل فنظام الدبلومات لا تحتاج الا قليل من الشجاعة وقليل من الثقافة وهي متوفرة علي الانتر نت اى الثقافة المعلبة ويتاكد ذلك من الاخطاء الفادحة لنطق الكلمة والتحضير الغير جيد للمادة الاعلامية وهذه قضية سنرجع لها في موضوع مستقل عن التعليم العالي في السودان وبالعودة للحديث الذى بداناه عن البنات الجميلات في قناة النيل الازرق فهي مواصفات القنوات التجارية التي تلتزم لقانون الاستثمار الاعلامي في السودان الذي لايشترط شكل المزيعة اومستوي ثقافتها المهم الرقابة علي المادة الاعلامية الموجهة للشعب السوداني ولطالما ان البنت الجميلة تجيد لغة البندر فهي مؤهلة لتكون مذيعة في هارموني والنيل الازرق او زول ولان فتاة الريف مهما تعلمت ليمكنها الانطلاقة كروح مطلوبة للظهور في تلك القنوات .ولكن مادفعني للكتابة حول الاغنية هي ايضا مرتبطة بتلك القنوات والمذيعات الجميلات اللائي يستضفن فنان في كل مادة مقدمة ولم يبقي الا استضافة فنان في حلقة يستضاف فيها الشيخ عبدالحي يوسف ورغم كل هذا لاننسي ان تلك القنوات اتحفتنا بالجمال كما ونوعا واتحفتنا ايضا بالغناء الاصيل من الزمن العتيق الحقيبة وما بعد الحقيبة من الجيل الذهبي من رائعات عثمان حسين وابوعركي وودالامين ووردى وزيدان واللحو وابراهيم حسين وغيرهم من الفنانين العظام الذين اثروا الساحة الفنية والوجدان السوداني بروائعهم وايضا اتحفتنا تلك القنوات بالغث من الغناء الهابط اذا جاز لنا ان نصنف الغناء بالهابط والراقي وهذه مثلها حنان بلوبلو وهاجر كباشي وندي القلعة وستونة وجواهر ولا ننسي جيل المقلدين من امثال محمود عبدالعزيز و نادر خضر وجمال فرفور و ياسر تمتام والامين البني وعاصم البني وعصام محمد نور مرورا بجيل نجوم الغد من عافية حسن وحرم النور وغيرهم من الشباب فهؤلاء دائما ما يلامون بالتقليد والافلاس علي المستوي الشخصي فالغناء في السودان انغلق في اطار الوجدان الذي لا يتجدد بتجدد الاجيال فاذا كان هنالك تجدد قي الروح الخلاقة اى روح الابداع في المجال الشعري والغنائي فياتي ذلك في اطار محدود جدا علي حسب نجاح الشاعر في نظم ابيات جيدة ومؤد جيد ولحن مهضوم اما في التاريخ الذهبي للاغنية في منتصف السبعينات من القرن الماضي فتوفرت لجيل وردى وعثمان حسين ومحمدالامين وغيرهم من عظماء الجيل الذهبي توفرت لهم كل عناصر نجاح الاغنية من نص ولحن ومؤد ولنقل حتي الجمهور او المستمع الذي يتمتع بالحس والذوق الفني اما في اطار الاغنية نفسها كرسالة للمجتمع او في الاطار الشخصي للمستمع والذوق العام فلا اجماع عند الناس في نجاح نص معين او فنان بعينه انما يعتمد ذلك علي الوسط و البيئة والوجدان ونضيف الاهم وهو التواصل الفني بين الاجيال لانه العنصر الاساسي لقبول ونجاح اى اغنية او فنان والناظر او المراقب للحركة السمعية او الذوق اما عتيق رافض للتجديد واما شبابي رافض للكلاسك القديم ومنجرف للموسيقي الحركي من رآآآب وجاز هيب هوب!! او توليفة بين السوداني والغربي لتكون اكثر حركية وملائمة للجيل الجديد من الخنافس الذين لا يهمهم النص او الكلمة او الاداء بل الحركة والرقص ولا يحق لي هنا الاعتراض او الرفض اوفرض نمط قديم لكن حق النقد في الواقع الجديد كظاهرة دخيلة علي ا لذوق العام في الاغنية السودانية الملتزمة وبالتحليل لكل اجيال الغناء السوداني نجد فيه الوجدان المشبع بالابداع وكل غني لمستمعه بامانة وابداع فالذى تغني للحقيبة غني بشبع تام من حيث الالمام والاداء فالذى يقول زهت ايامي وانا بتغزل ما بهتم بي قول العزل لم يكترث للادب العام في الغزل والتعبير عنه في مجتمع محافظ في ذلك الزمان فإلا لم يكن ليصرح بمكنونه عن الغزل ولن يتجراء لقول جمالو غلبني اعبر عنو جميل ووديع لاكنو والاخر يقول يابدور القلعة وجوهرة ولا ننسي اغنية الحماسة التي كانت تغني في اطار الحماسة وتشجيع الفرسان الفرسان يا بغارة شدو حيلم للمغارة او ترسو البحر سددوه للتباهي في القبيلة اوالقرية وهناك المتحدي للمحبوبة كوردى في غلطة كانت وتاني ابيت غلطة قلبي السلمتو ليك ما كان مكان ومن نمازج الاستسلام والتباكي من امثال الطيب عبدالله في مسكين انا منتهي الاستسلام والتباكي طوفان جراد افني واباد محصول سنة ياحليلو مشوار السنين يا حليلو قصة حبنا وكما عثمان حسين في اغنية(المصير) بحياتي قبلك انتا فيها قصة حب قاسية لسة ماذالت في قلبي زكرياتة المرة باقية ولاننسي اهلنا الرطانة في المحس والسكوت الذين ابدعوا في تجسيد الواقع والطبيعة في الغناء وتصويره كلغة تصويرية تعكس البيئة ولي راى ان السكوت يالف والمحس تغني والحلفاويون ضاعوا بين متاهات الوجدان الخماسي والسباعي فاتي ابداعهم ناقصا تائها بين الابداع السوداني والمصرى المجاور ولا انسي اهلنا الدناقلة الذين نضب معينهم الشعرى والغنائي فانحصر ابداعهم في قليل من الانتاج الخجول وعلي قلتها نحترم اجتهادات الاستاذ زكي عبد الكريم وخاصة في اغنية ووامان كنجي وودنيا ولن تنطلي علينا حجة الدناقلة التي تقول انهم كانو صفوة فانصرفوا لامور الدولة النوبية وتركوا الغناء للمحس والسكوت فلايمكن لشعب ان يلغي الغناء اوالطرب من وجدان امه والمجال واسع للحديث عن الوجدان والثقافات المختلفة في السودان وهنالك الفلكلور والقبائل السودانية التي ترقص علي الوازا والربابة والحكامات والدلوكة فالذى يتغني ويقول عروس البحر يا حورية يا بورسودان يا حنية يرى بورسودان بعينه لا بعين كل الوجدان السوداني والذى يغني لسواكن يرى سواكن كبيئة ومكان وغيره يراه عكس ما تغني به الفنان او كما رسمها الشاعر من خياله وللذى يقول زهرة دنقلا في بستانا مع النسيم بتميل اغصانا هو حر ان يرى في دنقلا كل ذلك الجمال او زهرة ارقو وانت حر ان ترى ارقو فقط كثبان رمال او نبات حلفا وعشر ورمال ؟ولم تذهب الي النيل لترى ما راه الشاعر من جمال وخضرة والحرية مكفولة لمن يضع قرون البقر في راسه ويرى انه سلطان الطرب والذى يجمع العلب الفارغة ويضعها خلخالا في ارجله (ليكشكش)مع الرقص ويحدث صوتا ايقاعيا يطرب له وجدان معين فبالضرورة تصنيف الذوق والوجدان انا مثلا لايمكن ان اطرب احدا ولكن في قناعتي انني اطرب نفسي ان قمت بدندنة اغنية لنفسي ولم اتطرق للجلد بالسوط كطرب فهنالك من يطرب للجلد ويشبع غريزة فيه بهذه الطريقة التي ربما تعتبرشاذة لدى بعض البشر والشعوب!! واقول طربا لان بعض القبائل السودانية تمارس هذه العادة في الحفلات والاعراس علي انها ثقافة رجولة او اشباع طربي واقول طرب لانه يحدث في الحفلات فهل تجد مثلا من يتجرد من ملابسه في السوق ليجلد او في ماتم او اى تجمع اخر غير الاعراس فهي حالة وجدانية تحدث لتوفر عناصرها من غناء ورقص النساء في نهاية الامر هو تعببر عن مشاركة حتي لو اتت عن طريق التلذذ من الجلد !!والذين يتفننون مع الايقاع بالتصفيق في حلقة دائرية مثل النوبين والعرضة عند القبائل العربية او الكمبلة عند جبال النوبة او رقصة السيف والدرقة عند قبائل شرق السودان والجرارية وعرضة السيف في البطاحين والشكرية والنمة والدوبيت عند الجموعية والرزيقات وعموم قبائل غرب السودان وصولا الي رقصة القرد في الخرطوم فالقضية مرتبطة بالوجدان واختلاف الاذواق والبيئات فاذا كان طه سليمان يقول سنتر الخرطوم السهر بالكوم فسيد خليفة يقول ولا الدنيا باجمعها تساوى ملتقي النيلين في الخرطوم يا سمرة ولا رقص الهنود الحمر حول النار اها هيهو ولا هذى ولا تلك!! فثقافة الغناء عند طه سليمان كثقافة غناء شبابي وثقافة سيد خليفة العتيق متجاوران يعيشان جنبا الي جنب في عاصمة المجتمع السوداني الذى يشكل اختلاف الوجدان في بيئة تكاد تكون واحدة !!فالذى يستمع لطه سليمان شوف لعيبتنا شينه كورتنا شوفو ناس كاكا شوفو ناس بيكهام اكيد يسلم ان الوجدان يستجيب لذلك ولابد ان نقّيم تجربة الاخرين واولهم عبدالقادر سالم الذى حاول ايصال الاغنية السودانية للعالمية وسيد خليفه الذى صال وجال لم يتمكن من ايصال رائعاته لادريس جماع اعلي الجمال تغار منا او يوم في يوم غريب رغم احترامي لاغنية اودعكم أأخذ عليه انه اختزل الابداع كله في الممبو السوداني الذى عرفنا به خارجيا ولاتفوتني تجربة ستونة و جواهر كنمازج سيئة لسفارة الاغنية السودانية كدا كدا يالتريلا قاطرا قندرانو؟؟!! والعالمية مسالة نسبية لاننا اتفقنا ان الاغنية وجدان وبيئة ومن ثم اتفاق الوجدان كنوتة موسيقية ومن يقول ان محمد منير فاز بجائزة في اوربا باغنية وردى ارقصي رشي عبيرك فينا فتحي يا زهرة!! اولا منير وجدان نوبي سوداني وهذا لا يحتاج اعترافه؟؟ والاغنية نص جميل وردى نفسه نجح في اداءه اكثر من منير لحنا واداءا فقط ربما المعالجات التي احدثها منير علي مستوي الايقاع واللحن والمزج بين وجدانين في تذوق السلم السباعي الشرقي والخماسي الافريقي ما دفع الجمهور للتعبير عن رضاه لمحمد منير ..عليه لا اوافق علي ان يطلق علي الاغنية اوالفنان لقب العالمية وحتي لو سلمنا جدلا ان محمد عبده فنان العرب تجد ان الشعب المصرى ثمانون مليون نسمة والشعب السودانيى اربعون مليون والخليج مجتمعة لايساوي الدول المغاربية ولاتجد من يستمع لمحمد عبده في هذا المحيط الوجداني العريض فهل يجوز ان نطلق عليه فنان العرب عزيزى القارئ الكريم يكفي ان نطرب انفسنا ونفهم مضمون الاغنية ونرتقي بالذوق العام ولا يهم ان يسمع لنا العالم!! واؤكد مرة اخيرة ان عبد الحليم حافظ لم يسمعه اوربا وكذلك محمد عبدالوهاب والحال ينطبق علي وردى ومحمد الامين وعثمان حسين وهذا لا يلغي ان من ذكرتهم مبدعين ولهم جمهور..!! ولعشقي الخاص بمصطفي سيداحمد سوف افرد صفحة خاصة به موعودون مع الابداع يا مطر عز الحريق والبت الحديقة الي ان نلتقي مع عم عبد الرحيم اتمني ان اكون قد وفقت في تناول الموضوع من كل جوانبه وااااااااااااااااسف جدا للاطالة
عماد هرون- عدد الرسائل : 7
العمر : 56
الموقع : بدين ام الجزر بدين الجنةالتي ضلت طريقها الي الارض زبدين منهاتن اخري في قلب الصحراء
العمل/الترفيه : مستشفي الملك فيص التخصصي
السٌّمعَة : 0
نقاط : 21
تاريخ التسجيل : 17/05/2011
مواضيع مماثلة
» مآلات السياسة السودانية
» اللغة النوبية في العامية السودانية
» تهانينا لطلاب وطالبات الشهادة السودانية
» اللغة النوبية في العامية السودانية
» تهانينا لطلاب وطالبات الشهادة السودانية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 11, 2021 5:53 pm من طرف طارق حمزة
» محمود محمد عبدالرحمن
الجمعة سبتمبر 11, 2020 11:05 pm من طرف طارق حمزة
» الحاج بدري عثمان
الخميس يونيو 11, 2020 3:43 am من طرف طارق حمزة
» مجرد راي
الجمعة مايو 29, 2020 3:15 am من طرف طارق حمزة
» حنفي عثمان طه
السبت مايو 18, 2019 10:12 pm من طرف طارق حمزة
» الملك الاعرج
الأحد مارس 17, 2019 7:25 pm من طرف طارق حمزة
» تقرير اداء المنظمة لعام 2016 / 2017
الأحد مارس 17, 2019 7:23 pm من طرف طارق حمزة
» صلة الارحام
الأحد مارس 17, 2019 2:44 pm من طرف طارق حمزة
» الإفطار السنوي للجمعية
الأربعاء مايو 30, 2018 5:36 pm من طرف طارق حمزة