مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
X (Twitter)
من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
صفحة 1 من اصل 1
من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
بسم الله الرحمن الرحيم
كتيب صغير وقع في يدي من تلك الكتيبات التي يتم توزيعها في المساجد. صغير في حجمه كبير في محتواه , إجتمع عليه كاتبان هما د. عادل الشدي و د. أحمد المزيد. جعل الله ذلك في ميزان حسناتهما.
جاء فيه.
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين , وبعد. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة , به هدانا الله تعالى فأخرجنا من الظمات إلى النور وفتح لنا أبواب السعادة في الدنيا والاخرة. فمن نحن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأي قيمة نشكلها بدون دينه وشريعته؟ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة 128.
( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ال عمران 164.
فما أعظم المنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجزل العطاء ببعثته ورسالته.
إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته حقوقا كثيرة ينبغي على أهل الإسلام أداؤها والحفاظ عليها والحذر من تضييعها أو التهاون بها ومن هذه الحقوق.
1- الإيمان به
2-إتباعه
3- محبته
4-الإنتصار له
5- نشر دعوته
6- توقيره
7- الصلاة عليه كلما ذكر.
ونأتي لتفاصيل ذلك فيما يتبع بعون الله.
كتيب صغير وقع في يدي من تلك الكتيبات التي يتم توزيعها في المساجد. صغير في حجمه كبير في محتواه , إجتمع عليه كاتبان هما د. عادل الشدي و د. أحمد المزيد. جعل الله ذلك في ميزان حسناتهما.
جاء فيه.
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين , وبعد. فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة المهداة والنعمة المسداة , به هدانا الله تعالى فأخرجنا من الظمات إلى النور وفتح لنا أبواب السعادة في الدنيا والاخرة. فمن نحن قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وأي قيمة نشكلها بدون دينه وشريعته؟ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) سورة التوبة 128.
( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) ال عمران 164.
فما أعظم المنة برسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجزل العطاء ببعثته ورسالته.
إن لرسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته حقوقا كثيرة ينبغي على أهل الإسلام أداؤها والحفاظ عليها والحذر من تضييعها أو التهاون بها ومن هذه الحقوق.
1- الإيمان به
2-إتباعه
3- محبته
4-الإنتصار له
5- نشر دعوته
6- توقيره
7- الصلاة عليه كلما ذكر.
ونأتي لتفاصيل ذلك فيما يتبع بعون الله.
رد: من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : الإيمان
إن أول حق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به والتصديق برسالته , فمن لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء فهو كافر وإن امن بجميع الأنبياء الذين جاءوا قبله. فالكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بالله عز وجل وتكذيب له وإنكار لما أنزله من كتاب وما أرسله من رسول.
والقران ملئ بالايات التي تأمر بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وغتباعه والحذر من الحيدة عن سبيله ومنهاجه . قال تعالى في سورة التغابن ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
كما قال في سورة الحجرات ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 15)
وبين الله تعالى أن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم من أسباب النجاة من العذاب فقال جل وعلا في سورة الصف ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *10* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *11)
وبين تعالى أن الكفر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومشاقتهما من أسباب الهلاك والعقاب الأليم فقال في سورة الأنفال ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 13)
وقال في سورة التوبة ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ80 )
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل من سمع به ولم يؤمن برسالته فهو من أصحاب النار والعياذ بالله, فقال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفس محمد بيده , لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني , ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم.
وذلك لأن رسالته صلى الله عليه وسلم للناس كافة وليست لقوم دون قوم كما قال سبحانه وتعالى في سورة النبياء ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ 107) كما قال تعالى في سورة سبأ ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 28).
يتبع بعون الله
أولا : الإيمان
إن أول حق من حقوق النبي صلى الله عليه وسلم هو الإيمان به والتصديق برسالته , فمن لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه خاتم الأنبياء فهو كافر وإن امن بجميع الأنبياء الذين جاءوا قبله. فالكفر برسول الله صلى الله عليه وسلم كفر بالله عز وجل وتكذيب له وإنكار لما أنزله من كتاب وما أرسله من رسول.
والقران ملئ بالايات التي تأمر بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم وغتباعه والحذر من الحيدة عن سبيله ومنهاجه . قال تعالى في سورة التغابن ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
كما قال في سورة الحجرات ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ 15)
وبين الله تعالى أن الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم من أسباب النجاة من العذاب فقال جل وعلا في سورة الصف ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ *10* تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ *11)
وبين تعالى أن الكفر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومشاقتهما من أسباب الهلاك والعقاب الأليم فقال في سورة الأنفال ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 13)
وقال في سورة التوبة ( اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ80 )
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن كل من سمع به ولم يؤمن برسالته فهو من أصحاب النار والعياذ بالله, فقال عليه الصلاة والسلام ( والذي نفس محمد بيده , لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني , ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) رواه مسلم.
وذلك لأن رسالته صلى الله عليه وسلم للناس كافة وليست لقوم دون قوم كما قال سبحانه وتعالى في سورة النبياء ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ 107) كما قال تعالى في سورة سبأ ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ 28).
يتبع بعون الله
رد: من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
[center]ثانيا: إتباعه
إتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو البرهان الحقيقي على الإيمان به , فمن إدعى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ثم لم يمتثل له أمرا ولم ينته عن محرم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ولم يتبع سنة من سننه صلى الله عليه وسلم , فهو كاذب في دعوى الإيمان , لأن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقد بين الله تعالى أن رحمته لا ينالها إلا أهل الإتباع والإنقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في سورة الأعراف ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ *156*الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*157*)
وقرن الله تعالى بين الإيمان والإتباع وجعله من أسباب الهداية والفلاح فقال في ذات السورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *158*)
وكذلك فإن الله تعالى توعد المعرضين عن هدى رسوله صلى الله عليه وسلم المخالفين أمره بالعذاب الأليم فقال في سورة النور ( لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 63)
وقد أمر الله تعالى عند التنازع والإختلاف بإتباع حكم النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو حكم الله تعالى , لأنه صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى فقال تعالى في سورة النساء ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً 59).
ولا يكفي التحاكم إليه مع بغض القلب لحكمه , بل يجب إنشراح القلب لحكمه والتسليم لأمره دون أن يكون هناك حرج من ذلك. قال تعالى في سورة النساء أيضا ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا 65).
قال إبن القيم رحمه الله ( فأقسم سبحانه وتعالى بأجل مقسم به وهو نفسه عز وجل , على أنه لا يثبت لهم الإيمان ولا يكونون من أهله حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين... ولم يقتصر على هذا حتى ضم إليه إنشراح صدورهم بحكمه حيث لا يجدون في أنفسهم حرجا , وهو الضيق والحصر من حكمه , بل يقبلوا حكمه بالإنشراح ويقابلوه بالتسليم).
فإتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون مقرونا بمحبته عليه السلام , وهذا هو الحق الثالث من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا.
إتباع النبي صلى الله عليه وسلم هو البرهان الحقيقي على الإيمان به , فمن إدعى الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته ثم لم يمتثل له أمرا ولم ينته عن محرم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ولم يتبع سنة من سننه صلى الله عليه وسلم , فهو كاذب في دعوى الإيمان , لأن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.
وقد بين الله تعالى أن رحمته لا ينالها إلا أهل الإتباع والإنقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في سورة الأعراف ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ *156*الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ*157*)
وقرن الله تعالى بين الإيمان والإتباع وجعله من أسباب الهداية والفلاح فقال في ذات السورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ *158*)
وكذلك فإن الله تعالى توعد المعرضين عن هدى رسوله صلى الله عليه وسلم المخالفين أمره بالعذاب الأليم فقال في سورة النور ( لا تَجْعَلُوا دُعَاء الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ 63)
وقد أمر الله تعالى عند التنازع والإختلاف بإتباع حكم النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو حكم الله تعالى , لأنه صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى فقال تعالى في سورة النساء ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً 59).
ولا يكفي التحاكم إليه مع بغض القلب لحكمه , بل يجب إنشراح القلب لحكمه والتسليم لأمره دون أن يكون هناك حرج من ذلك. قال تعالى في سورة النساء أيضا ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا 65).
قال إبن القيم رحمه الله ( فأقسم سبحانه وتعالى بأجل مقسم به وهو نفسه عز وجل , على أنه لا يثبت لهم الإيمان ولا يكونون من أهله حتى يحكموا رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع موارد النزاع في جميع أبواب الدين... ولم يقتصر على هذا حتى ضم إليه إنشراح صدورهم بحكمه حيث لا يجدون في أنفسهم حرجا , وهو الضيق والحصر من حكمه , بل يقبلوا حكمه بالإنشراح ويقابلوه بالتسليم).
فإتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا بد أن يكون مقرونا بمحبته عليه السلام , وهذا هو الحق الثالث من حقوقه صلى الله عليه وسلم علينا.
رد: من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
بسم الله نتابع
ثالثا:محبته صلى الله عليه وسلم.
إن المؤمن الحقيقي لا بد ان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم من شغاف قلبه , لأنه صلى الله عليه وسلم سبب في إيمانه وسبب في نجاته من النار وسبب سعادته في الدنيا والاخرة.
بين النبي صلى الله عليه وسلم قدر محبته فقال ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) متفق عليه.
فأي إنسان مسلم لا يحبه (صلى الله عليه وسلم) ليس بمؤمن وإن تسمى بأسماء المسلمين وعاش بين ظهرانيهم بل وإن كان ملتزما بأداء العبادات والشعائر الإسلامية
ويجب أن يتفوق حب النبي صلى الله عليه وسلم على سائر المحبوبات سوى الله تعالى , فيكون أعظم من حب الأبناء والاباء والأمهات , بل أكبر من حب الإنسان نفسه. وهذه منزلة عظيمة لا يصل إليها إلا أهل الكمال من المؤمنين.قال عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شئ إلا من نفسي , فقال له صلى الله عليه وسلم ( لا والذي نفسي بيده , حتى أكون أحب إليك من نفسك) فقال عمر فإنه الان والله لأنت أحب إلي من نفسي , فقال صلى الله عليه وسلم ( الان يا عمر) رواه البخاري.
درجات محبة النبي صلى الله عليه وسلم
قال الإمام إبن رجب : ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم على درجتين.
إحداهما فرض: وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به صلى الله عليه وسلم من عند الله وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم وعدم طلب الهدى في غير طريقه بالكلية , ثم حسن الإتباع له فيما بلغه عن ربه من تصديقه في كل ما أخبر به وطاعته فيما أمر به من الواجبات والإنتهاء عما نهى عنه من المحرمات ونصرة دينه والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة . فهذا القدر لا بد منه ولا يتم الإيمان بدونه.
والدرجة الثانية فضل: وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به وتحقيق الإقتداء بسنته في أخلاقه وادابه ونوافله وتطوعاته وأكله وشربه ولباسه وحسن معاشرته لأزواجه , وغير ذلك من ادابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة , فأين نحن من محبة هذا النبي العظيم؟ أين نحن من تقديم محبته على محبة الأهل والأولاد والأموال؟ ... قال تعالى في سورة التوبة ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ 24)
رابعا : الإنتصار له صلى الله عليه وسلم
وهذا من اكد حقوقه صلى الله عليه وسلم حيا وميتا , فأما في حياته صلى الله عليه وسلم فقد قام أصحابه الكرام بهذه المهمة خير قيام. فهذا قتادة بن النعمان رضي الله عنه يقول : أهدى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قوسا فدفعها ألي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد , فرميت بها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إندقت سيتها * ولم أزل على مقامي نصب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألقى السهام بوجهي كلما ما مر سهم منها إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم , ميلت رأسي لأقي وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا حسان بن ثابت رضي الله عنه كان يذب عن عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نال الثناء الحسن من النبي عليه الصلاة والسلام فقال ( أهجهم وجبريل معك ) متفق عليه.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على الإنتصار له من المشركين فقال ( من يردهم عنا وله الجنة؟ رواه مسلم.
وأما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فالذب يكون عن سنته إذا تعرضت لطعن الطاعنين وتحريف الجاهلين وانتحال المبطلين , ويكون الذب كذلك عن شخصه الكريم إذا تناوله أحد بسوء أو وصفه بأوصاف لا تليق به وبمقامه صلى الله عليه وسلم. وقد كثرت في هذا العصر حملات التشويه التي يطعنون بها على نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم , وعلى الأمة كلها أن تهب للدفاع عن نبيها بكل ما تملك من وسائل قوة وأدوات ضغط حتى يكف هؤلاء عن تلك الحملات الظالمة المغرضة التي تهدف إلى تنفير الناس من الإسلام والمسلمين.
ويتبع بعون الله
* سيتها : ما عطف من طرفيها
رد: من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
خامسا: نشر دعوته صلى الله عليه وسلم
إن من الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقوم بنشر الإسلام وتبليغ الدعوة في كل مكان, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو اية ) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) متفق عليه.
وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم - أي سائله - أنه ( مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) رواه أحمد وأصحاب السنن.
ومن أسباب كثرة الأمم , قيامها بالدعوة إلى الله جل وعلا , ودخول الناس في دين الله أفواجا, وقد بين الله تعالى أن الدعوة إليه هي وظيفة الرسل وأتباعهم فقال في سورة يوسف ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 108)
وبين أنها من أحسن الأقوال فقال ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33) سورة فصلت.
فعلى هذه الأمة أن تتمسك بوظيفتها التي أخرجها الله تعالى لأجلها وهي الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخاصة في هذا العصر الذي تكالب فيه أعداء الإسلام على الأمة بغية تدميرها والقضاء عليها , ولن يتم ذلك بفضل الله ما دامت هذه الأمة مستمسكة بعقيدتها داعية إلى ربها مهتدية بهدي نبيها صلى الله عليه وسلم. قال تعالى في سورة ال عمران ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110)
سادسا: توقيره صلى الله عليه وسلم
وهذا أيضا من حقوقه صلى الله عليه وسلم التي فرط فيها كثير من الناس وقد قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الفتح ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*8* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا *9*)
قال إبن سعدي ( أي تعظموا الرسول عليه الصلاة والسلام وتوقروه أي تعظموه وتجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المنة العظيمة في رقابكم) - تفسير إبن سعدي ص 736-
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظمونه ويوقرونه ويجلونه إجلالا عظيما. فقد كان إذا تكلم صلى الله عليه وسلم أطرقوا له حتى كأنما على رؤوسهم الطير. ولما نزل قوله تعالى في سورة الحجرات ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ 2 ) , قال أبوبكر رضي الله عنه : والله لا أكلمك بعدها إلا كأخي السرار. وكان عمر رضي الله عنه يفعل ذلك وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم , حتى أنزل الله تعالى فيهم الاية التي تليها ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 3)
وأماتوقيره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيكون بإتباع سنته وتعظيم أمره وقبول حكمه والتأدب مع كلامه وعدم مخالفة حديثه لرأي أو مذهب له سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد.
كان صفوان بن سليم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ولا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه.
ويتبع بعون الله تعالى
إن من الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقوم بنشر الإسلام وتبليغ الدعوة في كل مكان, فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو اية ) رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وسلم ( لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) متفق عليه.
وأخبره النبي صلى الله عليه وسلم - أي سائله - أنه ( مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) رواه أحمد وأصحاب السنن.
ومن أسباب كثرة الأمم , قيامها بالدعوة إلى الله جل وعلا , ودخول الناس في دين الله أفواجا, وقد بين الله تعالى أن الدعوة إليه هي وظيفة الرسل وأتباعهم فقال في سورة يوسف ( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 108)
وبين أنها من أحسن الأقوال فقال ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ 33) سورة فصلت.
فعلى هذه الأمة أن تتمسك بوظيفتها التي أخرجها الله تعالى لأجلها وهي الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبخاصة في هذا العصر الذي تكالب فيه أعداء الإسلام على الأمة بغية تدميرها والقضاء عليها , ولن يتم ذلك بفضل الله ما دامت هذه الأمة مستمسكة بعقيدتها داعية إلى ربها مهتدية بهدي نبيها صلى الله عليه وسلم. قال تعالى في سورة ال عمران ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ 110)
سادسا: توقيره صلى الله عليه وسلم
وهذا أيضا من حقوقه صلى الله عليه وسلم التي فرط فيها كثير من الناس وقد قال تعالى في كتابه الكريم في سورة الفتح ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*8* لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا *9*)
قال إبن سعدي ( أي تعظموا الرسول عليه الصلاة والسلام وتوقروه أي تعظموه وتجلوه وتقوموا بحقوقه كما كانت له المنة العظيمة في رقابكم) - تفسير إبن سعدي ص 736-
وقد كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعظمونه ويوقرونه ويجلونه إجلالا عظيما. فقد كان إذا تكلم صلى الله عليه وسلم أطرقوا له حتى كأنما على رؤوسهم الطير. ولما نزل قوله تعالى في سورة الحجرات ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لا تَشْعُرُونَ 2 ) , قال أبوبكر رضي الله عنه : والله لا أكلمك بعدها إلا كأخي السرار. وكان عمر رضي الله عنه يفعل ذلك وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم , حتى أنزل الله تعالى فيهم الاية التي تليها ( إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 3)
وأماتوقيره صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فيكون بإتباع سنته وتعظيم أمره وقبول حكمه والتأدب مع كلامه وعدم مخالفة حديثه لرأي أو مذهب له سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد.
كان صفوان بن سليم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يبكي ولا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه.
ويتبع بعون الله تعالى
رد: من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
بسم الله الرحمن الرحيم
سابعا: الصلاة عليه كلما ذكر صلى الله عليه وسلم.أمر الله المؤمنين بالصلاة عليه فقال في سورة الأحزاب ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا56 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا) رواه مسلم.
كما قال صلى الله عليه وسلم ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) رواه الرمذي وحسنه الألباني.
فمن الجفاء أن يسمع الإنسان ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم يبخل بالصلاة عليه , وقد ذكر إبن القيم رحمه الله كثيرا من فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه ( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام - صلى الله عليه وسلم-) فليراجع.
ثامنا: موالاة أوليائه وبغض أعدائه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى في سورة المجادلة ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 22)
ومن موالاته صلى الله عليه وسلم موالاة أصحابه ومحبتهم وتوقيرهم وبرهم ومعرفة حقهم والثناء عليهم والإقتداء بهم والإستغفار لهم والإمساك عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم أو سبهم أو قدح في أحد منهم وعدم القبول بأن يذكر أحد منهم بسوء , بل يكتفي بذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ويسكت عما وراء ذلك ( أنظر الشفا 2/611, 612)
ومن ذلك أيضا محبة ال بيته وموالاتهم والذب عنهم وترك الغلو فيهم لأن الغلو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك محبة علماء أهل السنة وموالاتهم وترك إنتقاصهم واتهامهم أو إغتيابهم وأكل لحومهم فإن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في منتقصهم معلومة.
ومن موالاته صلى الله عليه وسلم , معاداة أعدائه من الكفار والمنافقين وأهل البدع وغيرهم من أهل الضلال . فعن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على إبن سيرين فقالا: يا أبا بكر , نحدثك بحديث ؟ قال : لا. قالا: فنقرأ عليك اية من كتاب الله ؟ قال. لا. لتقومان عني أو لأقومن , فقاما وخرجا.
وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة , فولى عنه وهو يشير بأصبعه , ويقول : ولا نصف كلمة. ( سنن الدارمي). وكل ذلك تعظيما لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعاداة لأعدائه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباعه صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا في زمرته وألا يخالف بنا عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم .
تم بحمد الله تعالى .
سابعا: الصلاة عليه كلما ذكر صلى الله عليه وسلم.أمر الله المؤمنين بالصلاة عليه فقال في سورة الأحزاب ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا56 )
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا) رواه مسلم.
كما قال صلى الله عليه وسلم ( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي) رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام ( إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) رواه الرمذي وحسنه الألباني.
فمن الجفاء أن يسمع الإنسان ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم يبخل بالصلاة عليه , وقد ذكر إبن القيم رحمه الله كثيرا من فوائد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كتابه ( جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام - صلى الله عليه وسلم-) فليراجع.
ثامنا: موالاة أوليائه وبغض أعدائه صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى في سورة المجادلة ( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 22)
ومن موالاته صلى الله عليه وسلم موالاة أصحابه ومحبتهم وتوقيرهم وبرهم ومعرفة حقهم والثناء عليهم والإقتداء بهم والإستغفار لهم والإمساك عما شجر بينهم ومعاداة من عاداهم أو سبهم أو قدح في أحد منهم وعدم القبول بأن يذكر أحد منهم بسوء , بل يكتفي بذكر حسناتهم وفضائلهم وحميد سيرتهم ويسكت عما وراء ذلك ( أنظر الشفا 2/611, 612)
ومن ذلك أيضا محبة ال بيته وموالاتهم والذب عنهم وترك الغلو فيهم لأن الغلو مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن ذلك محبة علماء أهل السنة وموالاتهم وترك إنتقاصهم واتهامهم أو إغتيابهم وأكل لحومهم فإن لحوم العلماء مسمومة , وعادة الله في منتقصهم معلومة.
ومن موالاته صلى الله عليه وسلم , معاداة أعدائه من الكفار والمنافقين وأهل البدع وغيرهم من أهل الضلال . فعن أسماء بن عبيد قال: دخل رجلان من أصحاب الأهواء على إبن سيرين فقالا: يا أبا بكر , نحدثك بحديث ؟ قال : لا. قالا: فنقرأ عليك اية من كتاب الله ؟ قال. لا. لتقومان عني أو لأقومن , فقاما وخرجا.
وقال رجل من أهل الأهواء لأيوب : أسألك عن كلمة , فولى عنه وهو يشير بأصبعه , ويقول : ولا نصف كلمة. ( سنن الدارمي). وكل ذلك تعظيما لسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومعاداة لأعدائه.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أتباعه صلى الله عليه وسلم وأن يحشرنا في زمرته وألا يخالف بنا عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم .
تم بحمد الله تعالى .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 11, 2021 5:53 pm من طرف طارق حمزة
» محمود محمد عبدالرحمن
الجمعة سبتمبر 11, 2020 11:05 pm من طرف طارق حمزة
» الحاج بدري عثمان
الخميس يونيو 11, 2020 3:43 am من طرف طارق حمزة
» مجرد راي
الجمعة مايو 29, 2020 3:15 am من طرف طارق حمزة
» حنفي عثمان طه
السبت مايو 18, 2019 10:12 pm من طرف طارق حمزة
» الملك الاعرج
الأحد مارس 17, 2019 7:25 pm من طرف طارق حمزة
» تقرير اداء المنظمة لعام 2016 / 2017
الأحد مارس 17, 2019 7:23 pm من طرف طارق حمزة
» صلة الارحام
الأحد مارس 17, 2019 2:44 pm من طرف طارق حمزة
» الإفطار السنوي للجمعية
الأربعاء مايو 30, 2018 5:36 pm من طرف طارق حمزة