(1)رســــــــــــــــــــــــالة..من الوالد حسن أحمد إلى الابن المشير عمر حسن أحمد البشير

حسن أحمد حسن..مواطن سوداني مقيم في الرياض


ابني المشير عمر إنني في غاية السعادة وأنا أرى النياشين الملونة التي ترمز لمعاني الوطنية الصادقة والأمانة والتجرد والبطولة والفداء تزين صدرك إنني سعيد يا ابني أن أراك قائداً للأمة السودانية السمحة لا تفرط في أرضها ولا تسمح إلى أي كائن من كان أن يشكك في ثوابتها ووحدتها إنني سعيد يا ابني وفخور بك بأن جعلك الله ذخراً وسنداً وقائداً اجتمعت حولك كلمة أهل السودان وإن لم يكونوا جميعهم ولكن أغلبهم يساندونك لأنهم ينتظرون أملاً ومستقبلاً باهرا وكم سعدت حقا وأنا أرى هذه الجارات عفوية بالداخل والخارج تندد بما يسمى بالمحكمة الجنائية وان كثيرين منهم اقسموا وتعاهدوا أن يفدوك بأنفسهم, وكم كنت سعيدا حينما تجلت شجاعتك وعزتك وأقسمت وتحديت اوكامبوا وأمثاله من المأجورين وغادرت ارض الوطن دون خوف دون رعب دون انكسار أو إذلال.
ابني المشير عمر كم كنت سعيدا حينما أعلنت المفوضية فوزكم الكاسح وخرجت الجماهير فرحة مستبشرة بكم وبعهدكم الجديد. لعلك تتذكر كيف كان تعبنا وإرهاقنا وكفاحنا وسهرنا ونضالنا في تربيتك حتى أوصلناك إلى ما أنت فيه من موقع رفيع لا تتميز فيه عن غيرك من أبناء الوطن إلا بأنك قائد وأعلم يا بني أن النزاهة والأمانة التي تربيت وترعرعت عليها لازلت تحافظ عليها لأنك متمسك بتقاليدك وقابض دينك كمقبض الأسورة بالمعصم ولا تأخذك في قوله الحق لومه لائم ولك أن تسعد وتفرح وأشكر لوالدتكم (هدية) التي أرضعتك حليباً طاهراً نقياً كان تكوينه من حلال رزقنا وكفاحنا فغرست الغرس الصالح. ابني المشير عمر، كم تعلم أننا قد كافحنا بكل ما نملك من قوة بدنية وذهنية أن نعدل حالنا وتحسن أوضاعنا .. ولكن الظروف كانت أقوى والواقع أمر وخرجنا أفراداً وجماعات نسلك ديار الهجرة والاغتراب من أجل تحسين وضعنا وبناء مستقبل أبنائنا، هجرنا الزرع والضرع فأنفقنا ما نملك وما لا نملك من قرض وسلف ووعد للأقربين في أن نرد الدين عندما تطأ أقدامنا بلاد الخير والبترول .. نعم سافرنا وسافرت معنا آمالنا وأحلامنا نرسم في خارطة المجهول السيارة والعمارة والأثاث والملابس الحريرية والمفارش الوثيرة وتعليم الأبناء في الجامعات الأهلية لأن الجامعات الحكومية تخصم درجاتهم.
(2)
ابني المشير عمر ...
بلغت الشكوى مداها من المغتربين يشكون فيها عن حالهم وتدني أوضاعهم وأفول نجمهم. ذبل اسمهم الذي كان يتغنى به حتى عهد قريب... ظللت أتابع كل توسلاتهم إليك وهم ينادونك بجميع الأوصاف والألقاب التي منحك لها رب العزة والجلالة وكانوا تواقين لانتظار الخير.. ولكنهم صدموا وتحسروا بل استغربوا.. بما إليه الحال في مؤسساتكم المختصة حينما أصدرت توصيتها المحرمة التي تقول (يحق للمغترب أن يدخل سيارته وعفشه وكافة ممتلكاته دون جمارك دون ضرائب دون رسوم وذلك عند وفاته .... !!!) هذه التوصية المؤلمة المجحفة التي تبناها المختصون( وزارة المالية – الجمارك) لديكم جعلتني أخاطبك بهذه الرسالة الأبوية وكم أنا سعيد أن يصادف اسمي اسم والدكم حسن أحمد... ولكامل معرفتي بأفراد الأسرة الكريمة التي تتمتع بسيرة حسنة لنزاهتها وكرمها ووطنيتها.
من هذا المنطلق رأيت أن ابعث إليك برسالة يا ابني المشير عمر ولأنك ابني أنا وابن لكل أباء وأمهات الوطن الصالح وأخ لكل أبناء وبنات السودان الغالي و أعلم بأن التوصية التي رفعت لشخصكم الكريم بأن توافقوا على إعفاء المغترب من الرسوم والجمارك لجثمانه وعفشه لن يرضيكم يا ابني مثل هذا التعبير الظالم للمغترب.‍ ‍ فهل يا ابني المشير عمر.. هذا هو جزاء سنمار أم ماذا نقول عنه؟! و هل يستحق آباؤك وأبناؤك وبناتك مثل هذا الوصف والتعبير!؟ ما ذا تنفع السيارة عندما يموت صاحبها وقائدها؟!... أم أنها تدخل ضمن غنائم ورثة المغترب وهل تعلم يا ابني أن المغتربين مظلومون ومورثون في حياتهم، فالمغتربون الأحياء هم أحياء بأجسادهم فقط لأن روحهم مغلوبة وحقوقهم مسلوبة سل: كم مغترب فقد من المال والمشروعات والممتلكات... سل يا ابني عمر كم من مغترب تفاجأ بأن أقر ب الأقربين إليه قد نصب عليه أو تم خدعه أو زاغ بماله أو احتكر عقاره أو استولى على داره سل يا ابني عمر: كم عدد المغتربين الذين أصبحوا مثقلين بالديون وهم الآن داخل السجون ومنهم من تعثر عن القدوم.
يا ابني عمر.. عندما تصول وتجول في شوارع الخرطوم أو أم درمان أو بحري و تشاهد المساكن التي لم يكتمل بناؤها لعدة سنين فاعلم يا ابني المشير بأنها عمارة لا حد المغتربين الذي عجز عن استكمال بنائها لأسباب كثيرة بالرغم من كثرة الأموال التي حولها لبنائها ولكنها ظلت لا تراوح مكانها والحجج واهية ومخجلة من اقرب الأقربين وإذ رأيت احد السيارات متهالكة أمام منزل فاعلم بأنها تخص مغترب وإذ رأيت كما هائلا من الأثاث والعفش مهملا ومدمرا في حظائر الجمارك فاعلم أنها حصاد مغترب قد عاد وعجز عن تسديد الرسوم.
(3)
طلبت منه من إدارة الجمارك ما يسمى بالأرضية التي تكون قيمتها أعلى من قيمة العفش. وإذ رأيت سيارة واقفة عند حظيرة ميناء عثمان دقنة وعليها أرقام خليجية أعرف أنها سيارة مغترب تمت مصادرتها من قبل إدارة الجمارك بحجة دخولها لمخالفتها للشروط علما بأن سفاراتكم هي التي كان ينبغى أن تملك المعلومة الصحيحة لتزودها للمغترب – لكن! وهذه بالطبع مسئولية مكاتب الشحن والتخليص 00 ويصبح مصير السيارة الحجز ومن ثم المصادرة ومن ثم البيع والسؤال لمن تباع ! سل ستعرف من هم المشترون؟وبكم تم بيعها ولأنها مصادرة نصيب المغترب منها (اللوحة)
ابني المشير عمر .. قد رفع لك المختصون توصيات مجحفة وجافة وقاتمة بأن العفش القديم معفي من الضرائب والرسوم والجمارك .. سل يا ابني المشير وأنت القائد وأنت الرئيس: ماذا قال ناس الجمارك للمغتربين الذين شحنوا عفشهم القديم قال لهم ناس الجمارك هاتوا لنا تعريف عن معنى العفش القديم من رئاسة الجمهورية. أما حظائر عثمان دقنة فأن اسمها قد تغير إلى (مدافن مخلفات المغتربين) بسبب الرسوم المفروضة والجبايات المطلوبة ولكننا لا ننكر الدور الكبير الذي تقوم به الجمارك من سرعة التفتيش ولكن تقف المتاريس بالرسوم المفروضة من وزارة المالية.
ابني المشير عمر، الله يحفظك ويرعاك وأنت في طريقك إلى منزلك بالقيادة أو عند زيارتك أهلك بالصحافة . . . ادخل إلى حظيرة العفش بمطار الخرطوم لتشاهد حال عفش المغتربين لترى البوتاجازات القديمة والتلفزيونات غير الحديثة والثلاجات التي انخلعت أبوابها .. كم مطلوب عليها من رسوم وضرائب وجمارك مما جعل أصاحبها يصرفوا النظر عنها لان القيمة المطلوبة على الجهاز الواحد تساوي أسعارها وهى جديدة. وإذ قدر لك أن تسافر إلى بور تسودان اطلب من قائد الطائرة أن يدنو بك من حظائر العفش بميناء عثمان دقنة لا تقل انك في دولة غير السودان أو أمام سكن عشوائي كلا وحاشى لكنه دا السودان وعفش المغتربين وحظائر لايقبلها الحيوان ناهيك عن أغراض الإنسان. أما إذ رأيت وأنت على متن الطائرة احد جنودك البواسل خارج موقعه متألما" أو غير متماسكا" لا تظن به سواء حاشى وكلا أنهم رجالك البواسل من جمارك عثمان دقنة يرتدون الكمامات تفاديا" للغبار وسوء الأحوال ودمار وخراب الديار حيث الصالات المخربة والمراوح المعطلة والمكيفات المتهالكة والإضاءة المنعدمة ومراوح الشفط غير المتوفرة وبالرغم من مناطق الشدة التي يعملون بها والظروف القاسية التي يعيشونها إلا أنهم يستقبلون زائرهم ببسمتهم الرائعة وتعاملهم الحضاري
(4)
والانسانى. ولك أن تسأل أين تذهب الأموال التي تشطف من المغترب من رسوم قدوم ورسوم مغادرة ومحلية وتطوير ميناء والادهي والأمر بما يسمي الاخري التي لانعلم أين تذهب وأين تصب والخدمات متردية 0 أما صالات الانتظار وإفراغ عفش المغتربين من السيارات وإنزاله وإعادته فهذه قصة طويلة لان العفش لاينزل من السيارة إلا بمبلغ مايقارب 200 ريال وتفتش الشنط كأن هناك ممنوع داخل ! لابأس من البحث والتفتيش ولكن بأسلوب حضاري 0 وهنا أتذكر كان برفقتي ابني الصغير( عمر حسن أحمد) الذي سميته عليك حبا" في شجاعتك وشخصيتك وتيمنا" بالخليفة الإمام عمر – سألني ابني حينما رأي ضابط الجمارك يبحث بدقة بأياديه وأصابعه داخل الشنط فقال: بابا انتو الرايح ليكم شنو – لم اجب عليه !
ابني المشير عمر ....
هل تعلم بأن الرئيس علي عبد الله صالح – قد منع منعا" باتا" جمارك الحدود أن تفتش أي عفش مغترب وان لا تأخذ أي رسوم أو جمارك على الأجهزة والمعدات الشخصية المنزلية وكذا الحال في جمهورية مصر العربية وسوريا – لماذا نحن لانكون مثلهم وخاصة اغلبنا يفكر في أن يعود بما تبقي إليه من أثاثات منزلية وسيارة تقيه من هم السؤال!
ابني المشير عمر
هل أوصل لك المختصين بالخارجية تلك الرسائل التي تصلهم من سفارات الخليج خاصة السعودية بعدد المغتربين الذين أصبحوا يزاحموا في صندوق الزكاة بالسفارة بحثاً عن العون والدعم وإمكانية العلاج.. هل أبلغك الوزير المختص عن عدد المرضى الذين بحاجة إلى علاج من أمراض كانت مسبباتها الضغوط النفسية التي يعيشونها.. هل أوصل إليك المختصون بأن بعض المغتربين وصل بهم الحال إلى وضعهم في مستشفيات الأمل والصحة النفسية .. لتراكم الديون وقلة ذات اليد. هل أوصل إليك المختصين ما هو أدهى وأمر ولا يقبل النشر لبعض التصرفات الفردية والأسرية وإذ سردناها لأذابت الجليد وشيبت رأس الوليد.
ابنى المشير عمر 00 نشكرك جزيلا" لاختياركم للرجل المناسب في المكن المناسب الدكتور كرار التهامي في موقع الأمين العام لجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج فالاختيار موفق وصادف أهله وأملنا كبير في الله وفى مأسوف يتحقق في عهده من انجازات وأعمال لما يتمتع به د كرار من خبرة وطموح وتواصل من المغتربين دون تعالى دون أجندة و دون برتوكولات ولكنه يحتاج إلى دعم ومساندة وقرارات مشجعة وحاسمة لمصلحة المغترب دون مؤتمرات لأننا.
(5)
أصبنا بالملل من كثرة عقد المؤتمرات ورفع التوصيات والمذكرات نحن بحاجة لقرارات تنصفنا قرارات تشجعنا على العودة لأنها أصبحت لنا جبرية لا طوعية بسبب تبدل الحال في دول الاغتراب نحن في أمس الحاجة لقرارات تشمل الآتي -
تعليم الأبناء – السكن الشعبي – الاستيعاب في الخدمة المدنية – الإعفاءات الجمركية للعفش والسيارة – التأمين الصحي –الضمان الاجتماعي .
ابني المشير عمر الله يحفظك ويرعاك ويسدد على طريق الخير خطاك أنني قد سميتك عمر تيمننا" بسيدنا عمر رضي الله عنه لأنه كان يسمع عامة الناس وكان لكل الناس ولا ينام ألا بعدما ما ينام كل الناس ولا يأكل إلا ما يطمئن بأن الطعام في كل بيت والأمان دخل الديار والاطمئنان في قلوب الأطفال سميتك (عمر) لتغيث المحروم وتنصف المظلوم فهل استجبت يا ابنى المشير عمر لنداء الوالد
لابنه