مجرد راي

لا شك ان الأخلاق هي البناء الأساسي لثقافة الإنسان الاجتماعية والمؤشر والركيزة الاولى لعلاقات الفرد والجماعة وحينما يكون السلوك الثقافي ايجابيا ينعكس حتما على الاحترام المتبادل وتعضد من قوة تماسك المجموعة ويصبح النقد في حدود المنفعة والمصلحة الكلية والعكس حينما تكون الثقافة غير ذلك فسوف تنعدم القيم الايجابية وتنمو وتزداد فرص الفشل للفرد والجماعة وحينئذ يصبح سلوك التعامل حسب المزاج وتتحول الرغبات السلوكية السالبة في تدمير القوائم الاساسية المنظمة للفرد والمجتمع بالاجتهادات الفردية وينمو سيء العرف والقول ويتمدد خصما على مساحة الثقافة المعتدلة وتصبح مهدد أساسي لتفكيك القيم والموروثات الاجتماعية القيمة وتختفي وتتلاشى حدود الواجابات والحقوق وتندثر الطاعة والاحترام لتعلو صوت الفرد على حساب الجماعة ودور الشلة على المؤسسة وتنشط المبادارت الفردية الشاردة بافتراضات مبنية على معلومات مغلوطة وخاطئة فبدلا من إحقاق الحق ورد المظالم وجبر الخواطر تكرس الضغينة والكره بين أفراد المجتمع الواحد متعمقا جذور الخلاف فتقل أو تنعدم فرص الانسجام والتقارب ومن نتائج هذا المسلك هروب الثقافة المعتدلة واقلامها من مسرح العمل الى الأرصفة ملتزمة بالصمت والفرجة وتنأى بنفسها عن المتاعب فتصبح عبئا إضافيا ومعول هدم لأن السكوت عن الحق وعدم الاعتراض الايجابي يعطى صفة الشرعية للباطل والمضي قدما غير ابهة بنتائجها المتوقعة وتتحول الرغبات الجامحة إلى التنمر والتعدي السالب لاشباع الغريزة الذاتية وفرض الرأى الواحد وأصبحت هذه السلوكيات صورة مالوفة ومنتشرة وفي تقديري الشخصي يمكن تدارك الأمر . لأن جذوة الفطرة والبراءة لا زالت حية في مجتماعتنا الريفية فقط محتاجة إلى نفض الغبار وتعديله إلى المسار الصحيح ذلك بتدريب شريحة منتقاة بكيفية التعامل والعمل في مثل هذه البيئة حتى يحملوا شعلة التغيير والعودة بنا الى الجذور بخطط وبرامج مبنية على الآتي:-
١- انتقاء وتأهيل قيادة بمتطلبات المرحلة
٢- بناء مؤسسي غير تقليدي ينظم الراعي والرعية
٣- توعية القاعدة حتى تدرك حدود الحرية وفن التعامل
٤- الفصل بين العمل التنفيذي والرقابي
٥- الزام اللجان ببرنامج معد مسبقا للتنفيذ وعدم الاجتهاد
٦- تحديد المعدل الزمنى لتنفيذ المطلوب لكل مرحلة
٧- منع الاجتهادات الفردية مهما كانت ايجابية ومفيدة
٨- تكريم أهل العطاء وتزكية روح القيادة والتطوع
٩- ازكاء روح الجماعة والنأى عن الصغائر
١٠- تدريب أفراد اللجان لتحمل النقد الإيجابي والسلبي
١١- تفعيل دور اللجان الرقابية على جميع المستويات
١٢- تأكيد أهمية التقارير والتقويم حتى لا تتراكم الأخطاء
١٣- تعضيد ثقافة إنكار الذات وخدمة الآخرين
١٤ - تنوير العضوية بنشرات دورية عن الموقف المالي
١٥- ترتيب المؤسسات المنظمة للعمل وتحديد مسار المطلوب والمنفذ على المستوى الرقابي والتنفيذي
واخير نذكر الجميع بأن عميلة البناء عملية تراكمية كل جيل يضع بصمته بمفاضلة نسبية وتستمر المسيرة لذا يجب مراجعة النظام الأساسي دوريا حتى يتوائم مع متطلبات كل مرحلة .
ناسف على الإطالة وهذا مجرد رأى يمكن ان يفيد أو يحرك الماء الساكن ليأتي اخرون بالصواب ولكم العتبى .