زنجبار.. في السودان

اسحاق احمد فضل الله
*. وما يجمع بين الشماليين في الحركة الشعبية وحديث قرنق (الواله) عن نايريري والاثنين الأسود والسودان الجديد.. وأحاديث هذه الأيام ما يجمع بين هذا هو: ان زنجبار المسلمة يتسلل إليها نايريري رئيس تنجانيقا غير المسلمة ويقوم بتجنيد عدد من مثقفيها الشيوعيين (مثلما فعلت الحركة).
* وعبيد كارومي أحد هؤلاء الشيوعيين –وتحت الليل- يتمكن من ذبح عشرة آلاف مسلم..
* وهذا ما عجز عنه البعض يوم الاثنين الأسود في الخرطوم..
* وكارومي قام بضم زنجبار المسلمة إلى تنجانيقا واصبحت السيطرة للزنوج غير المسلمين في دولة تنزانيا..
* وحديث قرنق والحركة الشعبية عن تنزانيا والسودان وجوليوس نايريري ومخطط الحركة الشعبية- ومن ظلال الشيوعيين لا يختلف إلا في تفاصيل صغيرة..
* والحركة الشعبية حين تجد أن الشمال ليس هو زنجبار ترتد الآن إلى الجنوب –انفصالاً- لتعود في هجمة جديدة لاحتلال الشمال- بعد سقوط الانقاذ- والمخطط بكامله يحدث عنه بيان صريح جداً يصدره عرمان أمس الأول.
* والمخطط هذا يقود إلى الشيوعيين الذين في تاريخ الحزب كله ظلوا يسجلون فشلاً يجعلهم يكرهون الجماهير (ويقيمون المذابح) وإلى درجة يحدث عنها عبد الخالق نفسه. وعبد الخالق هو أغرب شخصية سودانية.. وقائد أغرب حزب متآمر في السودان..
* وأحمد سليمان يقص كيف أنهم لما كانوا في زيارة للاتحاد السوفيتي بعد شهور قليلة من قيام مايو كان الزعيم السوفيتي يحدثهم عن أن (البعض في الحزب الشيوعي السوداني يزعم أنه يستطيع ايقاف المعونة السوفيتية للحكومة الثورية في السودان.. لا تصدقوا هذا واتصلوا بنا في أي ساعة) هكذا يقول بود جورني.
* لكن الاتحاد السوفيتي في الساعة ذاتها كان يخطط مع الحزب الشيوعي لابتلاع السودان..
* والوفد السوداني – بعد الزيارة الأولى بأيام- والذي يتجه إلى الاتحاد السوفيتي يفاجأ في لندن بالسفارة السوفيتية هناك تتهرب من اصدار التأشيرة لدخوله..
* وانقلاب هاشم العطا ينفجر في السودان.. وحتى أسابيع قريبة كانت بعض الكتابات في الخرطوم تنكر تدبير عبد الخالق للانقلاب هذا.. (وصورة) عبد الخالق هي ما يصلح لتفسير وإعادة تفسير كل ما صدر عن عبد الخالق والحزب كله..
* وعام 1970م كان النميري يجعل الصادق المهدي وعبد الخالق محجوب في طائرة واحدة إلى القاهرة وهناك وبتعليمات من عبد الناصر يذهبون بالصادق إلى أحد بيوت الضيافة ويذهبون بعبد الخالق إلى ناصر ولعله لما كان النميري يمشي خلف جنازة عبد الناصر يبكي بدموع غزيرة كان مخطط عبد الخالق للانقلاب –الذي يعلمه ناصر- يرقد في جيبه)..
* وعبد الناصر يفتح له مكتبته (وعقيد عجوز يخدم عبد الناصر كان هو من يحمل الكتب التي يطلبها عبد الخالق من مكتبة عبد الناصر) لكن السياسي السوداني (ع) الصديق المقرب جداً إلى عبد الخالق حين يزوره هناك يجده منهمكاً في قراءة (إحياء علوم الدين)
* كان هذا قبل الانقلاب الشيوعي بالطبع و(م) زروق شقيق مبارك زروق وأحد كوادر الحزب الشيوعي يكلف صديق عبد الخالق هذا بابلاغه أن مركزية الحزب قررت ان ينفى عبد الخالق الى موسكو خوفاً عليه من عبد الناصر ظاهراً وحماية له من عواقب الانقلاب الذي كان يدبر بالفعل في حقيقة الأمر.
* وكان مشهد آخر يجمع بين الوسيط هذا وبين عبد الخالق في أغرب لقاء قبل ذلك بسنوات.. مشهد من جزئين.. والمشهدان يرسمان الحزب وعبد الخالق..
* وفي الجزء الأول كان الصديق هذا يبلغ عبد الخالق ان مركزية الحزب الشيوعي قررت أن يطرح زواج عبد الخالق من (نعمات مالك) للنقاش باعتبار ان زواج قائد الطبقة العاملة من فتاة ارستقراطية تقود مرسيدس شيء يحتاج إلى الحديث..
* وعبد الخالق يجيب: قل لهم أن يدخلوا في ........ وان أصر الحزب على نقاش الموضوع هذا فأنا مستقيل..
* وفي الجزء الثاني من المشهد كانت زوجة عبد الخالق هذه تزور صديق زوجها هذا بعد قليل من الزواج وتجعله وسيطاً في الطلاق..
* والصديق يجد أن عبد الخالق يفرض على زوجته ألا تقود عربة بعد اليوم.. وألا تلقى زائراً إلا بالثوب الكامل وألا تشترك في أي نشاط عام.. و..
* عبد الخالق يقول للمرأة ولصديقه هذا: لا تنسوا أنني شايقي ورجعي وختمي.. قبل أن أكون شيوعياً..
* هكذا قال..
* يبقى من حديث الأيام الغريبة تلك ما يحكيه السفير أحمد دياب الذي يقول أن عمته (الأمية) والتي تتميز بكشف غريب تصيح به نهار السابع عشر من يوليو 1971م وهو في غرفته: أحمد.. ألحق زولك النميري حكوموتو طارت.. وحات عيني..
* لكن رجعت تاني..
* كانت أيام الغيب والشهادة التي تجعل عبد الخالق يقرأ الغزالي هي ما يصرخ..
*.. ونرسم الناس دون تحليل حتى ندع الأحداث تقول ببساطة ما هو هذا الشيء الذي يسمى الحزب الشيوعي السوداني..
* الذي يذهب لإعادة مذبحة زنجبار في السودان
* بقي أن عبيد كارومي ذهب إلى الله وبعد عشر سنوات من المذبحة برصاصة في رأسه أطلقها من بقي من المسلمين.