صورة الأنس والشهيد الفاتح حمزة

آخر الليل : اسحق احمد فضل الله
{ .. والأنس قال
: نعم .. نستطيع أن نضرب شمال ووسط السودان ولكن.. ماذا نفعل بالنمر بعد أن نقفز على ظهره ؟
{ الأنس كان يقول هذا
{ والأنس بين مجموعة الحلو كان يجادل حول المخطط العسكري الذي تحدثنا عنه أمس.
{والسؤال المتأمل كان ما يثيره هو أن أطراف الأنس تنظر .. وتجد أن العمل العسكري لا بد له من بحيرة شعبية تحمله.. والحركة لم تدع في الشمال «صليحاً» لها .. وأن تجربة النميري ما تزال ترن.
{ فالنميري عام 1976م حين يواجه عملاً مسلحاً تقوده المعارضة الشمالية يكتفي بأن يصرخ ــ «مرتزقة»؟!
عندها كان السودان كله يقف معه..
{ والحدث يذهب إلى أن الجيش الذي يعيش الآن أياماً مترفة يستمتع الآن بطوابير هائلة من الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والمجاهدين و.. و.
{ والأنس كان يقول إن من يدخل هناك لن «يمرق».
{ قال: لو أن الوطني كان يعد خطةً لإبادة قوات الجنوب وتمرد الغرب لما وصل إلى شيء أكثر ذكاءً.. فالخطة هذه تحول الشعب كله إلى جيش واحد.. وكل أحد يقاتل بأعظم دافع للقتال.. الدفاع عن بيته والعدو أمام الباب.
{ الأنس كان الحديث فيه يمشي بسيقان «فترانة» تتراخى بعد كل خطوة.
{ .. والأنس نعود إليه.. وجلسات «أنس» رسمية كانت تلتقي في جوبا وفي كادقلي.. وفي الخرطوم شارع «15».
{ وأنس شارع «15» يتناوله الأنس في جوبا قبل الاجتماع.
{.. ومساء الرابع عشر من مايو هذا كان فاقان يحدث «سلفا كير ودينق ألور ومايكل ماكوي وجون لوك دنيال دنيق».
{ ليقول:
الوطني يريد كسب جنوب كردفان حتى يجعل منه مركزاً لإرسال المليشيات لزعزعة الجنوب.
{ومثير جداً أن اللقاء السري للحركة في الرابع من مايو هذا كان يشدد على:
ضرورة الفوز بانتخابات جنوب كردفان حتى تصبح منطلقاً لدعم حركات دارفور!!
{ واللقاء هذا الذي يلتقي لمتابعة الشبكة التي تمدها جوبا عالمياً لخنق الخرطوم نعود إليه.
{لكن حديث كوال مينانق مع جليس آخر وفي الثاني من مايو هذا.. كان مثيراً تماماً.. حسب ما يقصه الجالسون في جوبا.
{ وفي شقة خاصة بالحركة في شارع أنيق بالخرطوم
قال منيانق: لدينا معلومات عن وجود جورج أطور بالخرطوم .. جاء مصاباً للعلاج..!!
وجليسه يقول: كنت في جنوب كردفان .. لا أعلم شيئاً.
وثالث يحدث عن تنسيق بين أطور وقديت والسلطان عبد الباقي.
{ قال آخر: لا بد من معرفة المناطق التي يتردد عليها أطور في الخرطوم.. ومجموعاته.. أين هي وما إذا كان موجوداً بالفعل ومتى يريد العودة وعبر أي طريق ووسيلة سفر.. وخط سير القوات التي تذهب للقائه. وخصوصاً صلة هذه القوات بالأحزاب الجنوبية.
{ والحديث يذهب إلى الأحزاب الجنوبية وإلى أكول.. وعبد الباقي.
قال هذا: الحركة أخذت أموال السلطان عبد الباقي وهو يسعى وراءها.
قال: إذا تمكنا من إبعاد السلطان عبد الباقي منهم نكون قد حصرنا التمرد في النوير فقط.
قال كأنه يتأمل شيئاً:
انقسام الدينكا سوف يدمر الحركة بالكامل!!
قال آخر: السلطان رجل عسكري وفي سبيل الانتقام يمكن أن يلتقي مع أكول.
{والحديث عن أكول يقود إلى خطة أخرى
قال:
فشلنا في استرضاء أكول.. وسلفا كير عنده أكثر من مسار للتعامل معه.. أولهما اتصال مباشر بين سلفا كير وأكول.. والمسار الآخر يقوده باقان ودينق ألور عبر السفارة الأمريكية وأمريكا وبريطانيا يسعى سفراؤهما للمصالحة.. وإقناع أكول بضرورة هذا.
قال: والهدف هو أن يصل أكول إلى الجنوب.
وأن يقدم له من الضمانات ما يكفي!!
بعد صمت قال:
ما يكفي ليس لبعث الاطمئنان في نفس أكول.. بل نفوس الآخرين وكسب ثقتهم.
قال: نقدم عروضاً مرحلية في إطار تهدئة الأوضاع حتى يأتي الآخرون إلى الجنوب.. وحتى يتم إعلان قيام الدولة بنجاح.. بعدها مباشرة «لن يروا الشمس» هكذا قال حرفياً!!
قال: بعدها نستعين بدول كثيرة لحفظ الأمن لأن الصراع سيكون إقليمياً..
{ والإشارة إلى دول الجوار تجعل الرجل يذهب إلى قوله:
مشروع السودان الجديد فشل في نظر الآخرين وانتهى بفصل الجنوب، لكن عندنا المشروع لم ينتهِ لأن الجنوب سيكون ملجأً للنيل الأزرق وجبال النوبة للتحرك منه، لأن دول المنطقة سئمت الصراعات ولن تقبل بعد اليوم استضافة أية حركة مسلحة.. بينما الجنوب مختلف.. ونعمل الآن لصنع قوة ضاربة من أبناء جنوب كردفان.. والتعاون بيننا، وهذه القوة وحركات دارفور تعاون يخلق وضعاً جديداً.
{ كان هذا هو بعض حديث الثاني من مايو هذا.
{ وكانت خطة «احتلال السودان عسكرياً» تطبع وتوزع.
{ ولقاء جوبا يقطع الحديث عنها للاجتماع.
{ولقاء جوبا في قاعة «هوم آند أوي» في التاسع من مايو هذا كان يدير الحديث حول «قطع صلة الخرطوم بالعالم» وعن جولة شوانق وآخرين للهدف هذا.. جولة تشمل أوروبا والصين وأمريكا.
{ والحديث يعود إلى جبال النوبة.
{ وعرمان الذي يقدم تقريراً للاجتماع كان يسرد «حرفياً» توصيات الحزب الشيوعي في لقاء أم درمان قبلها بأسبوع.
{ التوصيات.. التي لا تعلمها الحركة.. تقود كل شيء إلى هدف واحد.. «الحرب والانتفاضة مهما كانت النتائج».
{ وست وعشرون تهمة يوجهها عرمان للوطني منها:
إعادة تسليح الدفاع الشعبي .. إعداد أسلحة ثقيلة ومطارات .. السعي «لثقب» الجنوب من الشرق ومن جبال النوبة.. تزوير السجل الانتخابي .. الإرهاب و....»
{ ونسرد الحديث كله.. وعرمان حين يقدم الدعوة للقاء السري هذا يقول للمدعوين:
٭٭٭
«نلتقي في مكان آخر .. غير أركويت حتى لا نجد اللقاء صباح اليوم التالي في عمود إسحق فضل الله».
٭٭٭
بريد:
أستاذ
- نعود من زيارة والد الشهيد الفاتح حمزة.. أحد أبرز الشهداء الشباب كما تعلم.
- نزوره في السجن.
- يسجنه معتمد محلية شيكان لأنه لم يدفع «ألف جنيه» عوائد بيته.
- وكأنه هو الوحيد في الأبيض الذي يسكن بيتاً و.. و
المحرر: يا سيادة الوالي معتصم.
سيادة نائب الوالي محمد بشير سليمان
- لا حديث لدينا.
- سيادة «أي مجاهد أو رجل أو امرأة في الأبيض» تكرَّم بتسليم مبلغ ألف جنيه للسيد الوالي، حتى يطلق والد الشهيد الفاتح حمزة من السجن.
- سيدي الشهيد الفاتح حمزة.
- ساحات الفداء تقيم اليوم احتفالها السنوي.. وصورتك .. فيها .. كبيرة.. ووالدك في السجن لأنه لم يدفع العوائد