القوات المسلحة تتهم الجيش الشعبي بتحويل ابيي الي منطقة حرب

الأمم المتحدة تدين اعتداءات الحركة ،والجيش يحتسب (22) شهيدا

(الوطني) وصف الاعتداء بالخرق السافر
الجيش يحتسب (22) شهيدا ويعلن عن جرحى ومفقودين ويتوعد بالرد
الأمم المتحدة تدين الاعتداء على القوات المسلحة و"اليونميس" في أبيي
الخارجية تستدعي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.. ومنكريوس يؤكد على المحاسبة

احتسبت القوات المسلحة 22 شهيدا، وأعلنت عن جرحى ومفقودين في الهجوم على سريتين تضم 200 فرد بجانب قوات "اليونميس" خلال كمين نصبه الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية على بعد 7 كلم شمال مدينة أبيي ليلة أمس الأول. وأكدت القوات المسلحة احتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين وأعلنت أن المنطقة أصبحت الآن منطقة حرب بسبب الخروقات المتكررة للجيش الشعبي والنزاعات بين المسيرية والدينكا. وجددت التأكيد على جاهزيتها للذود عن أي شبر من تراب الوطن، واعتبرت الاعتداء خرقاً صريحاً لاتفاقية السلام الشامل.
في السياق استدعت وزارة الخارجية الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي منكريوس بشأن الهجوم الذي نفذه الجيش الشعبي على سريتين من القوات المسلحة وقوات الأمم المتحدة في أبيي. وأدانت البعثة الأممية الاعتداء ووصفته بالجريمة معلنة عن إجراء تحقيق واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة المعتدين.
مخالفة صريحة
وفي اتجاه مواز شجب المؤتمر الوطني الحادث وأعتبره خرقا سافرا لاتفاقية السلام لافتا إلى أنه ليس الأول. وقال مسؤول ملف أبيي بالحزب الدرديري محمد أحمد في تصريح لـ(الرائد) المعالجات الأساسية والمطلوبة جراء الاعتداء الأخير تتمثل في التزام الحركة الشعبية بالوقف الفوري لإطلاق النار وفقا لاتفاق كادوقلي والسماح للآلية المشتركة بالعمل ميدانيا وسحب قوات الجيش الشعبي من المنطقة التي قال إن وجودها يعد مخالفة صريحة لما تم الاتفاق عليه.
وأعلن نائب رئيس هيئة الاستخبارات والأمن بالقوات المسلحة عضو القوات المشتركة اللواء ركن صديق عامر جاهزية واستعداد القوات المسلحة للدفاع عن أراضي الوطن وحماية المواطنين كافة دون تميز والتصدي للمهددات الأمنية التي تستهدف وحدة واستقرار البلاد مؤكدا احتفاظهم بحق الرد مع التزام بكافة الشروط التي نصت عليها اتفاقية السلام الشامل حتى التاسع من شهر يوليو المقبل مشيرا إلى أن الأمر متروك لتقديرات القيادة السياسية.
أسلحة ثقيلة
وكشف رئيس هيئة الاستخبارات والأمن بالإنابة في مؤتمر صحفي أمس بوزارة الدفاع عن مقتل وفقدان (200) من أفراد القوات المسلحة في الكمين الذي أستهدف سريتين للقوات المسلحة كانوا يستقلون نحو (5) عربات بالإضافة لـ(6) عربات للقوات الأممية على بعد (7) كيلو شمال أبيي مبينا استخدام القوات المعتدية للأسلحة الثقيلة في الهجوم ما أدى إلى مقتل وجرح وفقدان عدد كبير من أفراد القافلة، وأوضح أن المعلومات الأولية أكدت مقتل (22) من أفراد القوات المسلحة وعودة ثلاثة آخرين إلى المعسكر كما تم الاتصال بـ(9) أفراد آخرين بغرض الإجلاء وفقدان نحو (166)، وقال إن البحث جار عن بقية أفراد القوة مؤكداً أن قائد القوات الأممية طلب من القوات المسلحة حماية أفراد بعثته مشيرا إلا أنه وقت وقوع الهجوم آثرت القوة الأممية الانسحاب إلى الخلف بناءً على توجيهات صدرت من قائدها.
وأشار اللواء ركن عامر إلى إجرائهم اتصالا على الفور بقائد قوات الجيش الشعبي إلا أن هاتفه كان مغلقاً ما تعذر معه استجلاء الأمر.
الجيش يتهم
وجدد حرص القوات المسلحة على استقرار الأوضاع الأمنية بين الشمال والجنوب ومراعاة المصلحة الإستراتيجية بين الطرفين وقال إنها لن تستجيب للاستفزازات، ووجه في الوقت ذاته انتقادات لاذعة للجيش الشعبي معددا (13) خرقا لبروتوكول المنطقة من قبل الجيش الشعبي، واتهم عامر جهات وأشخاص بدعم الجيش الشعبي لتصعيد الصراع في البلاد لزعزعة الأمن في البلاد سيما أبيي وإشعال نيران الفتنة والجنوح إلى الحرب مؤكدا علم القوات المسلحة بجميع التحركات للجهات المعادية وما ترصده بعض دول الغرب بالأقمار الصناعية في أبيي التي رأى بأنها أصبحت الآن منطقة حرب بسبب الخروقات المتكررة للجيش الشعبي والنزاعات بين المسيرية والدينكا.
وكانت القوات المسلحة أصدرت بياناً فجر أمس أعلنت فيه أن قواتها وقوات الأمم المتحدة قد تعرضت لهجوم من قبل الجيش الشعبي في منطقة أبيي واعتبرت ذلك خرقاً صريحاً لاتفاقية السلام الشامل مؤكدة في نفس الوقت تمسكها بحقها في الرد في الزمان والمكان المناسبين.
كمين غادر
وقال العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إنه وعلى مسافة سبعة كيلومترات من أبيي قامت قوات الجيش الشعبي بنصب كمين هاجمت فيه قوات الأمم المتحدة وقواتنا المسلحة بالوحدات المشتركة مستخدمة أسلحة ثقيلة مما أدى إلى خسائر كبيرة جارٍ حصرها الآن ولا يزال حتى الآن هنالك عدد من أفراد هذه القوات مفقوداً، أشار البيان أن القوات المعتدى عليها كانت تنسحب بحراسة قوات الأمم المتحدة بموجب تطبيق اتفاق 12 مايو الحالي.
يذكر أن قوة تابعة للأمم المتحدة تعرضت الأسبوع الماضي لهجوم شمال أبيي ادى لإصابة أربعة جنود من زامبيا يعملون في القوة.
الجيش الشعبي ينفي
من جهته، نفى المتحدث باسم الجيش الشعبي العقيد فيليب اقويرو الهجوم وقال لـ"فرانس برس" عبر الهاتف من جوبا: ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي غير الوحدات المشتركة وشرطة أبيي". وقال إن الهجوم وقع بسبب إطلاق نار من قبل مجهول على القوات المسلحة السودانية والتي ردت بدورها على الهجوم ،. وكان مجلس الدفاع المشترك قرر في 12 مايو فك الارتباط بين الوحدات المشتركة من الجانبين في أبيي على أن تنسحب وحدات شمال السودان شمال أبيي والجيش الشعبي جنوبها.
إلى ذلك استدعت وزارة الخارجية أمس الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان هايلي منكريوس لاستجلاء موقف المنظمة الدولية بشأن الهجوم الذي نفذه الجيش الشعبي على القوات المسلحة وقوات الأمم المتحدة.
الأمم المتحدة تستنكر
وأوضح منكريوس في تصريح عقب استدعائه أمس أن الحادث وقع على بُعد ( كيلو من إدارية أبيي التي يسيطر عليها البوليس الذي يتبع للحركة الشعبية وقال إن الاعتداء الذي نفذته شرطة الجيش الشعبي يعتبر جريمة كبرى وخرقا واضحا لاتفاق السلام واستهداف للأمم المتحدة مشيرا إلى أنه يخالف اتفاق كادوقلي وأضاف "ان الأمم المتحدة تدين مثل هذه الاعتداءات من قبل الجيش الشعبي" ودعا منكريوس الشريكين (الوطني والشعبية) للتعاون مع الأمم المتحدة والأطراف الموقعة على اتفاقية السلام لإزالة التوتر في المنطقة ولحفظ الأمن والوصول إلى سلام في أبيي حاثا الطرفين الاستعجال في حل كافة القضايا التي تؤدي إلى التوتر في المنطقة مبينا أن تحقيقاً يجري حالياً لتقديم مرتكبي الاعتداء للعدالة.
وقال إن الأمم المتحدة تؤكد على دعم مساعي السلام في أبيي ولن تؤثر عليها هذه الحادثة، وزاد قائلاً "نحن على ثقة، كما أننا تلقينا تطمينات أن حكومة السودان ستظل ملتزمة باتفاقية كادوقلي بشأن أبيي "
وأكد التزام الأمم المتحدة بمساعدة الطرفين في تنفيذ اتفاقية كادوقلي الرامية لإحداث السلام والاستقرار في منطقة أبيي.
الحكومة تطمئن
وقال منكريوس إن الحادثة لن تؤثر على مساع الأمم المتحدة لدعم السلام في أبيي، وزاد قائلاً "نحن على ثقة، كما أننا تلقينا تطمينات بأن حكومة السودان ستظل ملتزمة باتفاقية كادوقلي بشأن أبيي.
أكد وزير الدولة بالخارجية صلاح ونسي أن الاعتداء ليس الأول وإنما تكررت شاكلته من قبل الجيش الشعبي وأوضح في تصريحات صحفية أمس بوزارة الخارجية ان هايلي أبلغهم أن الأمم المتحدة أدانت في بيان لها الهجوم ويعتبر عملا إجراميا وشددت على محاسبة المعتدين حتى لا يتكرر مرة أخرى وأعتبر ونسي أن مثل هذه الأحداث ستؤثر في الحفاظ على الأمن وان وجود القوات المشتركة من الجيش الشعبي والقوات المسلحة مع قوات الأمم المتحدة في منطقة أبيي تم في إطار تنفيذ الاتفاقيا ت
حزب الأمة يدين
من جهته أدان حزب الأمة القومي الهجوم على القوات المسلحة والقوات الأممية في أبيي، وطالب بيان صادر عن مجلس التنسيق الأعلى للحزب أمس بإجراء تحقيق عاجل لتحديد المسئولية عن العدوان ومحاسبة الجناة داعيا للتحلي بروح المسئولية ، كما نادى بحسب البيان إلى تأجيل الاستفتاء في المنطقة لمرحلة لاحقة يتم خلالها تهدئة النفوس .
ت، وان الاعتداء خرق لاتفاق كادوقلي.

هيئة الأحزاب تدين
حذرت هيئة الأحزاب والتنظيمات السياسية من خطورة النهج السالب الذي تتبعه الحركة الشعبية في التعامل مع الملفات والقضايا المتبقية من اتفاقية السلام والتي قالت إنها تحتاج إلى مزيد من التفاهم وترسيخ المضامين المفضية إلى حلول سلمية بين الشمال والجنوب.
وأدان رئيس الهيئة عبود جابر هجوم الجيش الشعبي على قوات اليونميس والقوات المسلحة بمنطقة أبيي أمس الأول.
وأعلن (لسونا) رفض الهيئة للأساليب والسياسات التوسعية التي تنتهجها الحركة الشعبية والجيش الشعبي لفرض الأمر الواقع لآبيي وسلب الحقوق المعترف بها دوليا وتحويل الجانب الشمالي وحكومة الشمال إلى مستجدٍ لرد ما سلب من جهود والعمل على تخويف وإضعاف الشمال، ودعا جابر آلية السلم والأمن التابعة للاتحاد الإفريقي للقيام بدورها لإجبار (الشعبية) لوقف التعديات والانتهاكات المستمرة لاتفاقية السلام الشامل للمناطق التابعة للشمال على طول الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين.