أنت سوداني يا عم

كلمات بسيطة ولكن دلالاتها كانت ذات أثر عميق في تحريك العاطفة والشعور الوجداني تجاهـ شعب عظيم شعب ارض الكنانة ... نعم رغم ما كنا نسمعه عبر حقب تاريخية وبتعميم مخل عن سوء معاملة المصريين لنا بكل ألوان طيفهم المجتمعي وأذكر عندما حضرت المملكة للعمل كان أول تحذير لي بأن لا أعمل في مؤسسة أو شركة فيها مصري مما رسخت انطباعات سيئة تجاهـ هذا الشعب ... ولكن بالأمس كان بداية الذوبان لهذه الكتل الجليدية الراسخة ... بالأمس كنت في السفارة المصرية وأجهل عدم وجود تأشيرة مسبقة للشقيقة مصر أو بالأصح علمت من احد أصدقائي بالخرطوم بان عدم التأشيرة لكبار السن والنساء فقط دون ذلك لابد من تأشيرة مسبقة وما أزعجني أكثر كثرة المراجعين بالسفارة المصرية من جنسيات مختلفة وأمامي عشرات المراجعين ولم يفلح إلا القلة لنيل التأشيرة مع تحديد فترات طويلة لاستلام الجواز وما كان يؤرقني أكثر ضيق الوقت حيث أنني قررت السفر بصورة اضطرارية لعلاج الوالد خلال أسبوع بالأكثر وعندما وصلت الشباك الأول تحدث الموظف بكل احترام دون الآخرين وقال بالحرف الإخوة السودانيين معندهمش تأشيرة وبعد إصراري على ذلك منحني استمارة التأشيرة ... قمت بتعبئتها وإرفاق كل المستندات اللازمة ورسوم التأشيرة وذهبت للموظف المختص بالتأشيرات فاستلم المستندات وقال ( أنت سوداني يا عم البلد بلدك ) يعني أنت ما محتاج لتأشيرة في بلدك مصر ... انا هنا لا أتحدث عن التأشيرة فكثير من الدول لا توجد بيننا تأشيرات ولكن طريقة المخاطبة والأريحية في حديث الموظف الأول والثاني وكذلك حفاوة كل المراجعين من الإخوة المصريين كانت تدل على حب وتقدير لنا لم اذهب مصر من قبل ولكن ما شاهدته كان فوق تخيلي لهذا الشعب العظيم وما أريد تأكيده ان هناك نبض جديد وحقيقي بين شعبين عظيمين شعب وادي النيل مفعم بالأمل وتطلع لمستقبل واعد نسال الله أن يتطور هذا الأمر بين كل شعوب الأمة الإسلامية لتذوب هذه الحواجز الاستعمارية ونكون أمة واحدة بتوجه أسلامي قاصد الى رب العالمين وليس هذا على الله ببعيد