الاعارة حرام فى السودان

يعتبر نظام الأعارة من أبرز التعاملات بين الأندية العالمية من أجل الاستعانة بخدمات لاعب ما في فترة معينة، ومن أجل انجاز مهمة مؤقتة على أن يعود بعدها اللاعب لناديه السابق وفقاً للقانون المطبق من قبل الاتحاد الدولي (فيفا)، وجميع دول العالم المتقدمة كروياً استفادت من هذا النظام دون إحداث خلل بالقواعد العامة واللوائح المحلية إلا أن الاتحاد السوداني لم يطبق نظام الاعارة طوال تلك الفترة، بل وضع المتاريس والعراقيل أمام أنديته حتى في الانتقالات الرسمية بتحديده لفترة نهاية الموسم لطلب شهادات النقل الدولية ومنع ذلك في فترة التسجيلات التكميلية، ويبدو أن الاتحاد تراجع عن موقفه المتعنت وألمح أنه بامكان الأندية طلب شهادات نقل دولية في التسجيلات التكميلية وفي هذه المساحة نورد بعض الحقائق حول مفهوم الاعارة..
اللجوء للتخزين
التخزين لغة لا تتناسب ومعايير كرة القدم، ولجأت الأندية السودانية لهذه الحيلة لعدم وجود إعارة صريحة كما يحدث في كل دوريات العالم، وكان من الافضل للاتحاد الرياضي السوداني تطبيق نظام الأعارة صراحة حتى لا تضطر الأندية لاتباع طرق ملتوية، وظهور مصطلح الاندية الصديقة الذي أصبح أحد أدوات التواطؤ غير المباشر في نظر الكثيرين..
الإعارة تطبق خارجياً
طوال مسيرة الدوري العربي لم تطبق الاعارة فالاندية ملزمة بالتعاقد الكامل مع اللاعب واستفادت الاندية السودانية من نظام الاعارة خارجياً فالهلال استفاد من اعارة نجمه قودوين للنصر الاماراتي والاهلي السعودي، وكذلك المريخ أعار لاعبه ايداهور للنصر الاماراتي وايفوسا للمصري البورسعيدي، وأخيراً أعار نادي النيل الحصاحيصا لاعبه علاء الدين بابكر لنادي الشمال القطري.. اذا تطبيق نظام الاعارة مطبق بوجه واحد فالأندية السودانية يمكن أن تعير نجومها ولكن حرام عليها إعارة لاعبين أجانب وهذا ما يتعارض مع القواعد العامة لكرة القدم العالمية والتي أباحت نظام الاعارة في كل الظروف.
الاتحاد السوداني يقيّد طموح الأندية
ظل الاتحاد السوداني الرياضي على الدوام مقيداً وواضعاً للعراقيل أمام طموح الأندية فبعد أن ألغى جهاز الاشبال، قلص عدد اللاعبين بكشف كل فريق الى 28 لاعباً وحدد عدد المحترفين الاجانب بثلاثة فقط، اضافة الى تحديد مشاركة اللاعبين المجنسين بلاعب واحد في الدوري الممتاز بالرغم من أن الاندية حصلت على موافقة السلطات الأعلى لنيل الجنسية السودانية..
الاعتراف بالذنب فضيلة
أخيراً طرقت مسامع الجميع بأن الاتحاد الرياضي سوف يسمح لناديي القمة الهلال والمريخ المشاركان في بطولة الاندية الابطال باضافة لاعبين أجانب في التكميلية وهذا الباب فتح الآمال مشرعة أمام الجميع لتدعيم الصفوف بنجوم مميزين يكونون خير عون للفريق في مشوار المجموعات.. إن قبول الاتحاد بذلك لا يعني الانكسار بقدر ما هي شجاعة وإعتراف بالخطأ والرجوع عنه وهذه تحسب لصالح الاتحاد وليست عليه وفتح الباب على مصراعيه للاندية لتدعيم صفوفها بنجوم أجانب في التكميلية ضاعف من آمال وطموحات الجماهير الرياضية بتحقيق إنجاز قاري يحسب للسودان وللاتحاد العام..
حالة استثناء
منذ تطبيق نظام الاحتراف الخارجي لم يستثنِ الاتحاد العام في قواعده المحلية بأنه لا يجوز لأي نادٍ طلب شهادة نقل دولية خلال نهاية الموسم وحدث أن استثنى الاتحاد فريق المريخ في التكميلية في موسم 2007 حيث سمح الاتحاد العام للمريخ بطلب شهادة نقل دولية نسبة لظروف اللاعب المالي ابوبكر كوني الذي انتقل باللعب بعد ذلك الى الدوري المغربي، فيما استفاد المريخ من تلك الوظيفة وضم اللاعب الزامبي اليجا تانا.. فيما عدا ذلك أجبرت الاندية على الابقاء على المحترفين الاجانب بالرغم من أنها لم تستفد منهم وفي نهاية الموسم خسرت الاندية أموالا طائلة بسبب التعاقدات الفاشلة..
أمثلة دولية
نجوم كبار لعبوا بنظام الاعارة أبرزهم الانجليزي ديفيد بيكهام الذي يلعب حالياً معاراً لنادي ميلان الايطالي من فريق جلاسكو الامريكي.. وكان صمويل ايتو أعير من ريال مدريد لريال مايوركا، وكذلك أعار ريال مدريد مهاجمه مورينتس لموناكو الفرنسي، ولعب فورلان هداف الدوري الاسباني معاراً من مانشيستر يونايتد الى فياريال ولعب النفطي نجم الصفاقسي معاراً للنصر السعودي، واعار نادي الهلال السعودي المهاجم امبيلي للترجي التونسي قبل أن ينتقل لصفوف الهلال.. والقائمة تطول في هذا المجال..