فى الهلال مزيج عالى الجودة وفى المريخ كل البضاعة المستعملة مستوردة ..!!

بدأ العد التنازلي لربع نهائي بطولة الاندية الافريقية الابطال وتبقت ايام قليلة لانطلاقة مبارياته التي يستهلها الهلال والمريخ بمواجهة تاريخية لم يسبق لها مثيل طوال مشوارهما في مسابقات الكاف .. وتبقت بالتحديد اقل من ثلاثة اسابيع تحين بعدها ساعة الحقيقة ويدخل الجميع في المحك الصعب ..
رصدنا خلال الايام الماضية حركة الهلال والمريخ لمقابلة دوري المجموعات الافريقي ومحاولاتهما لسد الثغرات ومعالجة السلبيات .. وخرجنا بمجموعة من الملاحظات رأينا ان نلخصها في المساحة التالية :
في الهلال دخل ثلاثة لاعبين اجانب جدد للقائمة هم كابوندي وايفوسا وسادومبا .. الي جانب الثلاثي امبيلي وديمبا باري وسولي شريف ..
في المريخ دخل اجنبي واحد هو باولينو واخر في الطريق (مغربي او زامبي) الي جانب وارغو وكليتشي ولاسانا وايداهور ..
ونلاحظ ان التغيير في الهلال كان الاحسن .. وتوزع النجوم الاجانب علي خانات الملعب دون الحاجة الي الابقاء علي واحد منهم في دكة البدلاء .. وذلك علي النقيض تماما من المريخ الذي يشهد تكدسا في خانات بعينها علي حسابات خانات اخري ..
وتخلص الهلال من الهيمنة النيجيرية علي مقاعد المحترفين الاجانب والمجنسين واتجه الي مدارس اخري وفق سياسة سليمة وواقعية اكدت ان النادي استفاد من تجارب الماضي كثيرا في هذه الناحية .. بينما احتفظ المريخ بالمدرسة النيجيرية القديمة رغم سلبياتها ..
اما اذا نظرنا الي المحترفين في الفرقتين بعين اخري سنلاحظ ان الهلال اختار لاعبين اصحاب خبرة وتمرس في المسابقات الافريقية ولهم تجارب واضحة ومعروفة للجميع .. فاللاعب الكنغولي ليلو امبيلي ساهم في صعود اورلاندو الي دوري المجموعات قبل ان يقود الصفاقسي التونسي الي لقب كاس الاتحاد الافريقي (الكونفدرالية) .. اما ادوارد سادومبا فقد لعب الدور الكبير في وصول ديناموز هراري الي نصف نهائي بطولة الاندية الافريقية الابطال وقبلها قاده الي الفوز علي حامل اللقب في اكبر مفاجأة تشهدها البطولة في ذلك الوقت وانتقل الي تجارب احترافية في جنوب افريقيا وموزمبيق .. وديمبا المالي يملك رصيدا كبيرا من التجارب الافريقية مع فريقه السابق شبيبة القبائل الجزائري .. كذلك ايفوسا الذي دخل كشف الهلال قادما من الدوري المصري .. ويبقي سولي وكابوندي بدون تجارب معروفة في افريقيا .. مقابل ذلك يعتمد المريخ علي وارغو الذي لا يملك تجربة احترفية خارج بلده قبل التوقيع للمريخ ولديه فقط من التجارب مشواره مع فريقه السابق اينمبا في دوري الابطال العام الماضي .. وكليتشي بخبرته مع الهلال في دوري الابطال وايداهور من ناديه الاول دولفين الي المريخ بدون تجربة تسبقها في الملاعب الافريقية .. وينطبق الامر نفسه علي لاسانا وديالو (المغادر) وباولينو العائد وحتي المغربي المرشح والزامبي المرشح الثاني لا يملكان التجربة المقصودة والتمرس الذي تستفيد منه الاندية في البطولات الكبيرة ..
ويتضح مما سبق ان الهلال اجري عملية تصحيح ناجحة لمقابلة البطولة الافريقية والعكس صحيح بالنسبة للمريخ ..
نخلص الي القول ان الهلال استفاد كثيرا من تجاربه السابقة وبالتحديد في الدورين الاول والثاني للبطولة الحالية التي تعرض خلالهما لمشاكل فنية كبيرة ونجح في استقطاب مدرب كبير ولاعبين متمرسين وسد الثغرات الموجودة في صفوفه بعكس المريخ الذي لم يلتفت الي عيوبه وثغراته التي تكشفت في اخر مباراة لعبها امام كمبالا سيتي اليوغندي بامدرمان واتجه الي طريق اخر غير الطريق الصحيح الامر الذي سينعكس سلبا علي الفريق في البطولة الافريقية او حتي في بطولة سيكافا (الاعدادية) ..!!
وفي الوقت الذي تخلص فيه الهلال من المدارس الافريقية التقليدية يتمسك المريخ بعباقرة الكرة النيجيرية الذين فشلوا في اهم اختبارات حقيقة لفرقهم السابقة في المسابقات الافريقية وتحولوا الي الدوري السوداني (الغني) دون ان يقدموا حتي الان ما يقنع الجماهير ..
تبدو الصورة واضحة الان .. ونستطيع ان نقول بلا تحفظ ان شكل الهلال (الان) افضل من المريخ بكثير من حيث الخبرة والتمرس وسط اللاعبين محليين واجانب خاصة اذا وضعنا في الاعتبار وجود لاعبين في حجم هيثم مصطفي وعمر بخيت وسيف مساوي كاساسيين في تشكلية الهلال .. ووجود لاعبين في حجم فيصل العجب وهيثم طمبل وعبد السعودي خارج القائمة الاساسية بالمريخ .. فهذا يقود الي نقطة مهمة للغاية تتعلق بالمزج بين المحلي و(المستورد) .. ففي الهلال مزيج عالي الجودة وفي المريخ كل البضاعة المستعملة مستوردة ..!!
لا اريد ان احبط جماهير المريخ المتأهبة ومترقبة للقاء القمة في افتتاح مباريات المجموعة الاولي بربع النهائي لكن بطبعنا لا نكتب الا الحقيقة .. والحقيقة دائما لا تعجب الاخوة الافاضل في المريخ ..!! نواصل ....

* في وقت يتوقف فيه النشاط الرياضي في عطلة منتصف الموسم ، ويظن الجميع أن عليهم الانتظار حتى معاودة النشاط من جديد بمجموعات الأبطال والدورة الثانية للدوري الممتاز ، في هذا الوقت يمارس الهلال هوايته المحببة في صناعة الأحداث لتطغى أخبار وصول محترفيه الجدد وانتظار بطاقات انتقالهم على بطولة دفع المريخ من أجلها الملايين حتى يستضيفها ليفوز بها .
* والقارئ لمجريات الأحداث منذ توقف النشاط بنهاية مباريات الدورة الأولى لبطولة الدوري الممتاز سيجد أن النصيب الوافر من الأحداث هلالي صرف بداية بأزمة حل المجلس وصولاً لقيد الزيمبابوي سادومبا ، وطوال هذه الفترة لم يظهر المريخ على مسرح الأحداث إلاّ ظهوراً خجولاً مابين سيكافا وريتشارد ومشاركة لاسانا مع منتخب مالي .
* كانت البداية بقرار حل مجلس إدارة نادي الهلال ومن عجب أن يشغل حل مجلس الرأي العام أكثر مما يشغله مجلس مستقر يستضيف بطولة إقليمية يدفع فيها الشئ الفلاني ، ومع تلك الزوبعة برز خبر عودة قودوين ليشغل مجالس المدينة فترة من الزمن ، حدث هذا وفي المريخ وارغو وكليتشي بثمنهما الذي يقارب الخمسة ملايين دولار إذا لم يزد عليها هذا خلافاً للاسانا وولدنا إيداهور.
* هدأت زوبعة قودوين لكن سيطرة الهلال على الأحداث لم تنته حيث أصدرت المحكمة الدستورية قرارها القاضي ببطلان المادة الصادرة في لائحة الدوري الممتاز تمنع مشاركة اللاعبين المجنسين ، ذلك الإلغاء الذي يعتبر نصراً إدارياً للهلال ، أعقبه نصر آخر حيث سمح الإتحاد العام بطلب بطاقات الإنتفال الدولية للاعبين الأجانب في منتصف الموسم ، ومن هذه النقطة انتقل الهلال لصناعة المزيد من الأحداث .
* في هدوء ودون صخب أكمل الهلال اتفاقه مع كابوندي بعد أن وصل المجلس إلى قناعة بأنّ النيجيري أمولادي لن يفيد الفريق في المرحلة الأخيرة وانشغل الشارع الرياضي بأنباء اختبارات اللاعب والمفاوضات مع ناديه ، وهي مفاوضات تكللت بالنجاح بعد أن قادها من الخرطوم بالتلفون دكتور الهلال حسن علي عيسى ولسان حال الأهلة يردد مقولة الشاعر العريس الفاتح إبراهيم بشير : ناساً عايشة معيشةً راقية بي تلفونا بتخسر وتربح .
* في هذا التوقيت كان المريخ يحاول أن يلفت الأنظار ببطولة سيكافا لكن حظه لم يكن أكثر من حظه في تسجيلات منتصف هذا الموسم التي حاول أن يخرج منها بحمص فلم ينجح واكتفى بلاعب مغربي مغمور نتوقع أن يكون حظه حظ ديوب وزكريا الزامبي وديالو المالي ونيتو البرازيلي و.... الساقية لسه مدورة .
* وحتى الأمس لم يكن أمام الناس من حديث سوى أوراق الزيمبابوي سادومبا والمخالصة مع النيجيري أمولادي ، يحدث كل هذا ونحن على مرمى أقل من ثلاثة أيام من انطلاق بطولة شرق ووسط إفريقيا التي لم تنفع معها محسنات انها المرة الأولى في تاريخ البطولة التي ينظمها ناد .
* من كل هذه الشواهد نخلص إلى أنّ الهلال هو من يصنع الأحداث ويحركها ويشغل الناس بها ويترك للبقية فضل السير في ركابه لذلك حقّ لنا أن نردد مع المتنبئ : اجزني إن اُنشدت شعراً فإنما بشعري اتاك المادحون مرددا ... ودع كل صوتٍ غير صوتي فإنني أنا الطائر المحكي والآخر الصدى