تشكيلة عبور الدراويش

* ما من شك في أن مباراة الهلال أمام الإسماعيلي المحدد لها يوم الأحد القادم في إياب الدور الثاني من دوري أبطال إفريقيا، ما من شك في أنها مباراة مصيرية وحاسمة وفاصلة وتعني الكثير للهلال خلال الفترة القادمة، الانتصار يعني الاستقرار والتطلع لمستقبل أفضل، والخسارة التي هي واردة تعني انفجار العديد من البراكين التي خمدت ثورتها من أجل إتاحة الفرصة أمام فريق الكرة تهيئة وتجهيزاً وتمكيناً له من إعداد نفسه بصورة مثلى بعيدة عن أي ضغوط ومؤثرات خارجية.
* مباراة الأحد مباراة لاعبين في المقام الأول والأخير، الحسم لن يكون بيد الجهاز الفني ولا بيد الجماهير التي ستكون مشاركتها أثيرية من على البعد مكتفية بالدعوات للفريق بالنصر المؤزر والعودة ببطاقة التأهل إلى مرحلة عرفها الهلال وألفها وتآلف معها حتى بات واحداً من أركانها التي لا تقوم لها بسواه قائمة ولا يستقيم له عود، وجود الهلال في مجموعات الأبطال ضرورة تفرضها حاجة الناس للكرة الجميلة والإصرار والعزيمة والرغبة في تقديم الأفضل وهذه كلها ميزات لا تتوفر لفريق خلاف الهلال الذي يضفي على هذه المرحلة المتقدّمة نكهة لا يضفيها وجود فريق غيره.
* وإذا أمّنا على أن المباراة مباراة لاعبين فلا بد من اختيار العناصر القادرة على تحقيق المطلوب والشرط الأول لهذه العناصر أن يتوفر لديها شرط الخبرة والمقدرة على حسن التصرف في المواقف الصعبة والتي من بينها بكل تأكيد مباراة الإسماعيلي حيث سيجد الهلال نفسه مجابه بفريق جيد مسنود بجمهور شرس وعنيد لا يقل في شراسته وحبه لفريقه عن جمهور الهلال، كما أن الفريق سيمتلك في المباراة مزية على قدر كبير من الأهمية تتمثل في تقدّمه على الهلال بهدف في جولة الذهاب.
* الحديث عن الخبرة يعني مباشرة الحديث عن حارس السودان الأول المعز محجوب الذي يمكن أن تلعب خبرته دوراً مشابهاً للدور الذي لعبه الحارس عصام الحضري والذي نجح في منح لاعبيه ثقة مكنتهم من الاجتراء على الهلال والوقوف في وجهه قبل أن تدفعهم جرأتهم للتقدم أكثر، ومحاولة خطف هدف لترجيح كفتهم وهو ما نجحوا فيه بدرجة الامتياز ليعودوا بنصف بطاقة التأهل وهو النصف الأصعب في تقديري بالنظر إلى أن المباراة أقيمت خارج قواعدهم، المعز محجوب عليه أن يضع في ذهنه أن نظافة شباكه ستكون أمراً حاسماً يمكن أن يسهم بصورة فاعلة في دفع لاعبي الهلال نحو الوصول لشباك الدراويش.
* خط الظهر الهلالي بحاجة لأن يكون باري ديمبا في كامل جاهزيته واستعداده، ومعروف أن اللاعب المالي يمتلك أفضلية التقدم وخطف الأهداف المؤثرة على نحو ما فعل في مباراة الهلال والمريخ في مجموعات الأبطال العام الماضي، ديمبا تعرّض لإصابة خلطت أوراق البرازيلي على نحو مدهش ودفعته لتعويض غياب ديمبا الاضطراري بتوليف عناصر من خط الوسط، وإذا ذكرنا ديمبا فيتعين علينا أن نتحدّث عن أهمية وجود سامي عبد الله الذي يمتاز عن منير أمبدة بالثبات وحسن التصرف.
* عودة خليفة ستمثل إضافة كبيرة لفريق الهلال لكن يبقى من المهم جداً معرفة ما إذا كان كامبوس سيدفع بخليفة في خانة الطرف الأيسر أم سيعيده إلى خانته الأصلية على حساب التاج الذي قدّم مستويات جيدة في الطرف الأيمن وعبّر عن نفسه بصورة وجدت الرضاء والقبول من قبل أنصار الهلال إلاّ أن هذا المستوى في تقديرنا بحاجة لإبعاد اللاعب عن مباراة الإسماعيلي القادمة لأنّنا بحاجة لأن يتطور اللاعب أكثر بمعزل عن تأثيرات أي نتيجة سالبة قد تنتهي عليها مباراة الإسماعيلي.
* خط الوسط الهلالي لا يحتاج لكثير حديث فهو الخط الأكثر تميزاً في وجود قائد الفريق هيثم مصطفى وعمر بخيت وعلاء الدين يوسف وسيف مساوي ومهند الطاهر الذي عليه تعويل كبير من قبل أنصار الهلال، بعد ذلك تبقى المسؤولية كبيرة أمام خط الهجوم ومن الأفضل أن يلعب أحمد عادل بجانب سادومبا بعد الطفرة الكبيرة في مستواه وهي طفرة غير مرتبطة بهدفه في شباك الميرغني، هذه العناصر هي الأنسب لخوض مباراة الإسماعيلي مع وجود خيارات قادرة على تبديل الواقع بقيادة الكونغولي أمبيلي والمتطور بشّة.