مواضيع مماثلة
بحـث
المواضيع الأخيرة
Twitter
المغترب السوداني
صفحة 1 من اصل 1
المغترب السوداني
في العام الماضي, استوقفني, وشد انتباهي خبر نشر في جريدة الاقتصادية السعودية, ومفاده أن الدية قد أنقذت عاملا فلبينا من حكم القصاص والإعدام في السعودية, بعد أن دفعت حكومة بلاده متمثلة في وزارة خارجيتها, وبواسطة سفارتها في الرياض مبلغ وقدره 15 ألف دولار(56250) ريال سعودي, عبارة عن الدية اللازمة لإلغاء حكم الإعدام قصاصا بحق العامل الفلبيني البسيط والذي كان قد ارتكب جريمة قتل عمدا لعامل نيبالي في فترة سابقة, وقد تم بالفعل إطلاق سراح العامل الفلبيني .وبالطبع فقد أثار هذا الخبر فضولي, وكيف أن الحكومة الفلبينية تهتم بمواطنيها حتى على مستوى هذا العامل البسيط وبهذه الدرجة المتقدمة من الثقافة الإنسانية, وكيف لو أن هذا العامل البسيط من الكفاءات أو حملة الشهادات العليا, وفي هذه الحالة فإنني أجزم بأن رئيسة وزرائها شخصيا, وعلى رأس وفد رفيع المستوى كانت ستتواجد في الرياض من أجل هذه القضية, وكيف ولا وهي التي أصدرت أوامرها قبل من قبل بأن تعلو الابتسامة وجوه جميع موظفي مطار مانيلا, بعد أن لاحظت الجفوة والعبوس في وجوه الموظفين مما يعطي انطباعا سيئا للمسافرين والسياح عبر هذه البوابة الرئيسية للفلبين.
أعود للموضوع الرئيسي وهو الخبر عن العامل الفلبيني, وحتى يطمئن قلبي من صحة هذا الخبر, وجدت نفسي جالسا أمام أحد الموظفين من الجنسية الفلبينية يعمل سكرتيرا إداريا في الشركة التي أعمل بها, وتعود معرفتي الوثيقة به لأكثر من عشرين عاما, وبعد أن تأكدت منه على صحة هذا الخبر, أمطرت عليه وابلا من الأسئلة عن حال المغترب الفلبيني, وما يدفعه للدولة من مال نظير كل هذه الخدمات فكان رده بردا وسلاما حين أفتى وقال بأن المغترب فلبيني في المملكة لا يدفع سوى مائتي ريال سعودي نظير حصوله على جواز سفر مدة صلاحيته 5سنوات,بالإضافة إلي مبلغ مائة ريال سنوي كتأمين شامل للفرد يتعالج بموجبه في أرقي مستشفيات مانيلا ويتعلم بموجب هذا التأمين مجانا في أرقي جامعاتها ومعاهدها, عندئذ تنفست الصعداء وتسمرت في مكاني وأنا التائه الحيران في وحل الاغتراب لأكثر من 27 عاما مضى, وسرحت بفكري بعيدا في عالم الغربة ودنيا المغترب السوداني .. البقرة الحلوب قبل أن يجف ضرعها ذلك في الزمن الجميل من السبعينات والثمانيات والتسعينات, وأما اليوم فقد انداح الخير في السودان وتباعدت الصفوف وخرج المغترب السوداني من المولد بلا حمص يجرجر ثيابه من الفاقة وأصبح معروفا بمأساته ومعاناته وفقره بعد أن تخلت الدولة عنه, رغما عن هذا الكم الهائل الذي كان يدفعه لها من غير شكر وتقدير ,, رسوم ما أنزل الله بها من سلطان ... رسوم لا يزال يدفع بعضها حتى تاريخ اليوم , يدفعها عنوة أو طائعا مختارا..التجديد ..الإضافات .. التوثيق ..التوكيل ..رسوم الجلوس لامتحانات مرحلة الأساس ... رسوم الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية ..رسوم المغادرة من مطار الخرطوم حتى للأطفال ..رسوم للمجهود الحربي وأصبحت فيما بعد وبقدرة قادر رسوما للسلام وربما تتحول بعد ذلك رسوما للتحول الديمقراطي .. المغترب وهو لا يملك في بلده قطعة أرض أو دار تؤويه بينما وفود تجوب العواصم الخليجية بأراض في ولايته أو محليته لبيعها له بالعملة الصعبة ... كي يظل هذا المغترب المغلوب على أمره يدفع ويدفع وشعاره في ذلك أجود الناس من جاد بالقلة .. وأما الدولة وماذا قدمت لهؤلاء المغتربين الغلابا , فلا شيء , وعود بلا وفاء , ونكران للعطاء , حتى أصبح المغترب بين مطرقة الوعود وسندان النسيان , ويكفيه فخرا وصمودا أن ميزانية الدولة تتجاوزهم عاما بعد عام , وعشت يا مغترب لتدفع دون مقابل وشعارك في ذلك الظمرناه لله .. والله المستعان.
أعود للموضوع الرئيسي وهو الخبر عن العامل الفلبيني, وحتى يطمئن قلبي من صحة هذا الخبر, وجدت نفسي جالسا أمام أحد الموظفين من الجنسية الفلبينية يعمل سكرتيرا إداريا في الشركة التي أعمل بها, وتعود معرفتي الوثيقة به لأكثر من عشرين عاما, وبعد أن تأكدت منه على صحة هذا الخبر, أمطرت عليه وابلا من الأسئلة عن حال المغترب الفلبيني, وما يدفعه للدولة من مال نظير كل هذه الخدمات فكان رده بردا وسلاما حين أفتى وقال بأن المغترب فلبيني في المملكة لا يدفع سوى مائتي ريال سعودي نظير حصوله على جواز سفر مدة صلاحيته 5سنوات,بالإضافة إلي مبلغ مائة ريال سنوي كتأمين شامل للفرد يتعالج بموجبه في أرقي مستشفيات مانيلا ويتعلم بموجب هذا التأمين مجانا في أرقي جامعاتها ومعاهدها, عندئذ تنفست الصعداء وتسمرت في مكاني وأنا التائه الحيران في وحل الاغتراب لأكثر من 27 عاما مضى, وسرحت بفكري بعيدا في عالم الغربة ودنيا المغترب السوداني .. البقرة الحلوب قبل أن يجف ضرعها ذلك في الزمن الجميل من السبعينات والثمانيات والتسعينات, وأما اليوم فقد انداح الخير في السودان وتباعدت الصفوف وخرج المغترب السوداني من المولد بلا حمص يجرجر ثيابه من الفاقة وأصبح معروفا بمأساته ومعاناته وفقره بعد أن تخلت الدولة عنه, رغما عن هذا الكم الهائل الذي كان يدفعه لها من غير شكر وتقدير ,, رسوم ما أنزل الله بها من سلطان ... رسوم لا يزال يدفع بعضها حتى تاريخ اليوم , يدفعها عنوة أو طائعا مختارا..التجديد ..الإضافات .. التوثيق ..التوكيل ..رسوم الجلوس لامتحانات مرحلة الأساس ... رسوم الجلوس لامتحانات الشهادة السودانية ..رسوم المغادرة من مطار الخرطوم حتى للأطفال ..رسوم للمجهود الحربي وأصبحت فيما بعد وبقدرة قادر رسوما للسلام وربما تتحول بعد ذلك رسوما للتحول الديمقراطي .. المغترب وهو لا يملك في بلده قطعة أرض أو دار تؤويه بينما وفود تجوب العواصم الخليجية بأراض في ولايته أو محليته لبيعها له بالعملة الصعبة ... كي يظل هذا المغترب المغلوب على أمره يدفع ويدفع وشعاره في ذلك أجود الناس من جاد بالقلة .. وأما الدولة وماذا قدمت لهؤلاء المغتربين الغلابا , فلا شيء , وعود بلا وفاء , ونكران للعطاء , حتى أصبح المغترب بين مطرقة الوعود وسندان النسيان , ويكفيه فخرا وصمودا أن ميزانية الدولة تتجاوزهم عاما بعد عام , وعشت يا مغترب لتدفع دون مقابل وشعارك في ذلك الظمرناه لله .. والله المستعان.
التوقيع إذا لم يكن للمرء في الأمر مذهب تخبط في ديجوره حيث يذهــــــب |
عبد المحسن سيد احمد- عدد الرسائل : 772
العمر : 47
الموقع : نادي الأنصار الرياضي بالمدينة المنورة
العمل/الترفيه : سكرتير
السٌّمعَة : 2
نقاط : 1747
تاريخ التسجيل : 11/05/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أكتوبر 11, 2021 5:53 pm من طرف طارق حمزة
» محمود محمد عبدالرحمن
الجمعة سبتمبر 11, 2020 11:05 pm من طرف طارق حمزة
» الحاج بدري عثمان
الخميس يونيو 11, 2020 3:43 am من طرف طارق حمزة
» مجرد راي
الجمعة مايو 29, 2020 3:15 am من طرف طارق حمزة
» حنفي عثمان طه
السبت مايو 18, 2019 10:12 pm من طرف طارق حمزة
» الملك الاعرج
الأحد مارس 17, 2019 7:25 pm من طرف طارق حمزة
» تقرير اداء المنظمة لعام 2016 / 2017
الأحد مارس 17, 2019 7:23 pm من طرف طارق حمزة
» صلة الارحام
الأحد مارس 17, 2019 2:44 pm من طرف طارق حمزة
» الإفطار السنوي للجمعية
الأربعاء مايو 30, 2018 5:36 pm من طرف طارق حمزة