وارغو كان شالوهو مابنشال

* ستظل صفحات النيجيري ستيفن وارغو في كتاب التجربة الإحترافية بالسودان صفحات مميزة ليس بسبب المستوى الفني الخارق للاعب، ليس لأنّه مثل البرازيلي روبيرو أول محترف اجنبي يحرز هدفاً في لقاء القمة، وليس لأنّه مثل مواطنه كليتشي أول أجنبي ينال لقب هداف بطولة الدوري الممتاز، وليس لأنّه مثل قودوين المحترف الذي غيّر خارطة الإحتراف بالسودان، ستظل صفحات وارغو مميزة لأنّه صاحب أغلى صفقة انتقال في السودان وفي الوقت نفسه أكثر لاعب جرت محاولات من ناديه للتخلص منه بالإعارة.

* وارغو صدقت عليه مقولة (كان شالوهو مابنشال وكان خلوهو سكن الدار)، محترف كلّف خزانة المريخ ماكلفها من دولارات ولم يقدّم خلال موسم ونصف لعبهما أي مستوى يؤهله للاستمرار مع الفريق، المنطق يقول أن المريخ يجب أن ينهي تعاقده وعلى الوالي أن (يتعوض الله) في الأموال التي ذهبت ويضيفها إلى البطولات التي شارك فيها المريخ منذ مجيئه وذهبت أدراج الرياح، وارغو لاعب غير ذي جدوى لكن المريخ سيتمسك به حتى لا يفكر مجرد تفكير في الانتقال للهلال وهذه هي العقدة الحقيقية في منشار إعارة وارغو.

* ثمة أشياء أخرى من بينها الخوف من الشماتة الهلالية التي لن يكون المريخاب بمنجاة منها خاصة بعد أن علّقوا على اللاعب آمالاً عراضاً ليس من أجل قيادة المريخ إلى منصات التتويج الإفريقية أو شي من هذا القبيل لكن من أجل الفوز على الهلال وهو الشئ الذي فشل اللاعب فيه بعد أن ظلّ يمثّل حضوراً ضعيفاً في كل المباريات التي شارك فيها أمام الهلال، والشماتة الهلالية أشد وطأة وأكبر تأثيراً على أهل المريخ لذلك هم يفضلون الاحتفاظ باللاعب رغم كلفته العالية على خزانة المريخ وهي كلفة لا تتعلق فقط بمقدم عقده العالي لكن تمتد إلى مرتبه الخرافي كذلك.

* عدم الاعتراف بعدم نجاح وارغو يتسق مع الأزمة الكبيرة التي تعيشها العقلية الإدارية بالمريخ، وهي عقلية تصر على المكابرة وترفض أي حل يمر عبر بوابة الاعتراف بخطأ التعاقد مع لاعب لا خلاف حول موهبته لكن الخلاف حول الظروف التي برزت فيها هذه الموهبة وأدت ليعتلي اللاعب صدارة هدافي دوري أبطال إفريقيا الموسم قبل الماضي بعدد كبير من الأهداف المميزة.

* من قبل كتبنا أن هتاف جماهير المريخ يوم تسجيل اللاعب (وارغو الهلال حارقو) ينبغي أن يستبدل فيه اسم الهلال بالمريخ ليصبح (وارغو المريخ حارقو) وحرقة اللاعب شاملة تبدأ من مجلس إدارة نادي المريخ الذي أعياه البحث عن نادٍ يمكن أن يقبل اللاعب الأغلى في تاريخ الكرة السودانية، ويمتد للجهاز الفني الذي لا يستطيع إبعاد اللاعب عن أي تشكيلة لاعتبارات إدارية وليست فنية وأخيراً إلى جمهور المريخ المسكين و(المغلوب) على الدوام على أمره وداخل ملعبه.