ليس دفاعناً عنهم ولكن ..؟؟shattred image

من طرف عماد هرون الأربعاء مايو 18, 2011 4:03 am

المقال كتبته قبل اعوام بمناسبة ندوة لم تكتب لها ان تقام في دار ابناء سلنارتي بعنوان اثر الوافدين علي المنطقة والعقييدة؟؟وكتبت المقال رداً علي عنوان الندوة في جريدة سلنارتي الحائطية التي كانت تصدر شهرياً ?وكتبت المقال بهذا العنوان ليس دفاعاً عنهم ولكن حتي اجذب الانتباه الي قضية التحول الاخلاقي في المنطقة الوسطي موضوع الندوة والمقال يعبر عن وجهة نظرى الشخصية وليس بالضرورة ان يتفق معي او يختلف معي الكل بقدرما هو مهم ان نطرح رؤي حول الموضوع سلبا وايجابا حتي نتلمس الحلول??
عزيزى القارئ الكريم لفت انتباهي اعلان عن محاضرة يلقيها قادم من السودان وتحديداً من منطقتنا الوسطي يتحدث فيها عن خطر الوافدين علي المنطقة وعقيدة انسان المنطقة ولم تكتب لهذه الندوة ان تقام ولاهمية موضوع هذه المحاضرة اسعي لتناوله عبر هذه المساحة
عبر القرون تميز انسان الشمال وتحديداً الانسان النوبي بشخصية مميزة فريدة حتي تجد كثيرين من الكتاب والمفكرين تناولوا الانسان النوبي فوجدوه صعب الاختراق في عاداته وتقاليده وهذا ما ذهب اليه الكاتب المصري عبد الرحمن فيريد السكندري في كتابه رحلة الانسان مع النيل ..حيث ذكر ان الانسان النوبي عبر التاريخ والعصور يحافظ علي شخصيته وحتي بعد اعتناق الاسلام وهنا لابد ان نتناول جانباً من حياتنا في الشمال حتي تكون الرؤى واضحة في هذا الموضوع الشائك
عبر العصور عاش معنا في ارض النوبة جنسيات وقبائل كثيرة منهم المصريون في دنقلا 0ارقو 0كريمة كرمة بل شندى والدامر وشاركونا في الحياة الاجتماعيةحتي تجدهم قد صاهروا المحس والسكوت والحلفاويين والدناقلة كما نجد العاربة من المناصير والشايقية والرباطاب والهواهير والبديرية والدهامشة والسيالة قد عاشوا ومازالوا بالمنطقة وتاثروا باللسان النوبي فنجد الكلمات النوبية قد هاجرت الي لغاتهم العامية والاصلية فلم يجدوا بدا من لفظها باصلها النوبي مع قليل من التحريف الواضح مثل (التكند) وهي في الاصل كلمة نوبية (تكمد)والامثلة كثيرة مثل (الهروق)والواسوق وحتي في الاكلات الشعبية نجد الشايقية متسامحين مع النوبين في تناول وجبات بمسميات نوبية مثل (سبرو)التي اجبروها ان تاخذ الشكل العربي باضافة الالف واللام في بدايتها والقاف في نهاية الكلمة لتكون السبروق وهي اكلة شعبية تصنع من اوراق البامية والامثلة كثيرة ولم اتناول الشايقية والقبائل العربية كامثلة لوفود العادات الدخيلة او الهجمة العقائدية انما للتاكيد علي صعوبة اختراق المنظومة الاجتماعية للانسان النوبي والقبائل العربية هي قبائل مسلمة
من الجنسيات التي عاشت بالمنطقة الغجر او الحلبة كما نسميهم وهؤلاء الغجر اليوم يتحدثون النوبية بطلاقة حتي نتاكد باننا نؤثر كنوبين علي كل من يعيش بيننا اكثر من تاثُرنا بهم والغجر رغم احتفاظهم بلغة الغجر المعروفة عالميا تاثروا باللسان النوبي وهم يعملون في صناعة الاشياء البسيطة بالمنطقة النوبية مثل الاباريق وشنط الصفيح (القرنة)وصناعة ادوات الخبيز وصيانة السرائر والغجري لا يحرم نفسه مما ستجود بها النوبية من مبلغ حتي تجده حدادا او سباكا او نجارا وسمساراً ونجده في احيان كثيرة مهندس الكترونيات يصين اجهزة الراديو والمسجلات ونجده ان لم يكن شيئاً انقلب الي انسان بائس محروم يتحايل بشتي الطرق ليكسب عطف الناس فيمارس التسول وهنا اقول بان الغجر يوما لم يجدوا من يقف في طريق معيشتهم لما عرف به الانسان النوبي من تسامح ومن الجنسيات او القبائل الاخري التي عاشت بيننا في المناطق النوبية ابناء كردفان وهم من القبائل العربية المسلمة التي عملت بالزراعة وقبائل النوبة من ابناء جبال النوبة وهؤلاء عملوا في البناء وهم اخوة سودانيون قدموا لكسب العيش لقسوة الحياة في مناطقهم كما هو الحال معنا هنا بالمملكة ولا ينطبق عليهم النزوحاما اخواننا الجنوبيون فيعيشون في تجمعات في البرقيق وبركية وكرمة النزل ومن هذه المناطق ينطلقون لكسب العيش في عموم مناطق الشمال ويعملون في الغالب في صناعة الطوب وما يشاع عنهم انهم اتو بعادات دخيلة علي المجتمع النوبي محض افتراء بدليل ان الخمور التي يقال انهم يصنعونه كان موجود في المنطقة منذ الازل وقبل قدومهم اما عن الهجمة العقائدية المزعومة علينا ان نقف مع انفسنا وقفة صدق نحن النوبين فالعقيدة ليست نوبية او جنوبية او شمالية العقيدة السليمة في الانسان المسلم الذي يتمسك بدينه ويمسك علي الجادة ولابد ان يسعي هذا المسلم من هذا المنطلق الي الدعوة الخالصة لله رب العالمين حتي ناخذ بيد الوافد الذي لم نسمع عنه انه تمكن من تنصير نوبي واحد علي امتداد التاريخ النوبي واليوم وللاسف نجد الشباب النوبي هم اساس الانحراف قبل الوافد فالاب قد هاجر الي بلاد الغربة لتوفير لقمة العيش والحياة الكريمة والام مشغولة بالبيت وكثير من واجبات الرجل 0نحن في امس الحاجة الي عودة سلطة وهبية الرجل الي البيت بل الجنوبي الوافد قد تغير لسانه واصبح يتحدث النوبية والغجري ايضاً وبعضهم قد اسلم باجتهاده ولم يجد من هؤلاء المهتمن بالعقيدة من يدعوهم او يعينهم علي دينهم الجديد الخطر الحقيقي علي هويتنا من عند انفسنا والعقيدة لن تتزحزح فينا باى شكل من اشكال النزوح او الهجرة كما ان المساس باخلاقياتنا وانتشار العادات الضارة من اسبابه ايضا غياب الاب وعلاقة الانسان بدينه ابتداءً قبل الوافد