الجنيــه الســـودانى الماضــى والحاضـــر

هذه القصيده شارك بهــا الشاعر الطيب احمدون (1) فى المؤتمر الإقتصــــــــادى الذى عقد بالخرطوم فى نوفمبر 1989ميلادى وهى تحكى عن الوضع الإقتصادى ورمز لذلك بمخاطبة الجنيه السودانى بما له وما عليه ::::

----------------------------------------------

شـُفـــت بنــات مسيكينـــات دمـوعِــن فـــــى الوجــــه نازلات
ونازلات فــوق خـُدودِن نــــار وكـــادِن يـَحّــرقِـــن الوّجنـــــات
شبــه ما شفـــت ليهــــــو مثيــل يميــن تحلــف تقول تــومـات
أربـــع فــى حجـــــم واحــد وكمـــان فــى القيمــه متســـاويـات
رديــت الســــــلام وســـألت مــا كتــــــرتَ فــــى الكلمـــــــــــات
يــا بنــــــوت بِتبكِـــــن ليـــه ومِـــن ويــــن يــا بنــــات جــايات
قــالـــن لـــىَّ سُبحـــان اللــه نِحنـــــــا أصبحنــــــا منسيـــــــــات
عــيب يــا أهـــل الوطـــن تنسـونـا نحِنــا الفى أى بيت داخــلات
زمــــــان كان أى بيــت بِنخشــــو ندخـــل نمشـــى مُحترمـــــــات
بقــى البعرفنـــا مــا بِسندنـــا لــو كان فــى الأرض واقعـــــــات
وحتـــى أطفالكُـــن العِرفــونـــا قــالوا علينـــا مــــرفوضـــــــات
لأننـــــــــا كـــان زمــان بنــوفــر البيهــــــــو الطفل يقتـــــــــات
وكــان بـِنجـِيبلـــــــــو لعبــه جميـــــــله ونمـلأ طِريفــو حلويــــات
إلا اليـــــــوم فقدنــــــا القيمه لـــى فد قطعــه مُـو جــايبــــــات
عليـــك المولــــــى مــاك عــارفنــــا .. ما نحــــن الطِـــــريريدات
أكيــد بنمــــوت بــلا تــاريــخ مِتـــل مــا مــاتت الشٍلنــــــــــات
بتســـأل من بِكــانــــــــا بكــانــا كــلو أسباب فــراق وشتــــــــات
بنبكــــــى على زمــن كان لينـــــا فيهـــو الصــوله والجــولات
زمــن مــا كــــــان أبونـــا عـــزيز ونحـــن معـــاهو معــزوزات
صـَــرّع دولار عــلى إسترلينــــى فــى الزمن القديم الفــــــــات
مــن السُكـــر يجيـــب عشرين ومن الكبريــت يجيــب ميــــــــات
وللطـــــــالب كتــــاب ومجـــله ريشــــة أقـــــــــلام وكــراســــات
وللعـــامل فطـــور وغـــداء وعشــاء وأجـُـــرَة مبيت إن بــــات
وقهــوه وشـــــــاى وبعد دا يغطــى أجــرة التاكســى والبصــات
زمــن كان فـــى قصـــادو العامــل يخــدم خمســـه يوميـــــــات
أبونـــا الليــــلى يــالشايفنـــو مـو شبــه الجنيــــــــه العـــــــــات
ليهــــــو زمــــــن عليـــــل ومريـــض وحتى رُجـــولو مـا ثابتات
يــوم قــال ..! داير أزور أخـــوانى واشــرِف مطعـــم العُمــــلات
وقــام من الصبـــــــاح البدرى مــاشى يجــرجـــر الخطـــــــوات
وصــــــــل شـــــاف الرقيــــــص قــالع ريــال درهــــم ودولارات
وبينـــــــاتـُن رجــــل عـــاتى وطــويل ومـُفتـــــــل العضــــــــلات
ده دينـــــــار الكــويت الكــان صديقـــو ونِــدو من سنـــــــوات
قــام لـِحِـــق الجنيـــه بى رِقـــه جـــــرّا سقـــاهو كـوب شــربـــــات
وقـــالو قـَسّــــمْ عليــك الليــله معـــزوم التــــــلات وجبــــــــات
الدولار جــــــا للدينــــــــار قــال لا تعـــــــزمــوا لى أكــــــــــلات
ده مــا هو المستــــــوى البِيعزمــــو نحن نعادلــوا كَــمْ مَـــرات
الدينـــار زعـــــــل قال ليهــو لــو كـــــان فيهــا مستــــــــــويات
أنــا فـــى القيمـــه بـــرضــــــــو بعادلك أحســـب تبقــى كم مـرات
عروبـــه أصيــــــــلة مــــافى مثيــــــــلا جـــن وإتلمِــــن العُمــلات
وعمـلات العـــرب بالجمـــــــله شــايـــــلات الجنيه لا فـــــــــــات
وقــالن مــا بنسيبـــــــو حبيبنــــــــــا نحن نموت معــاهو إن مــات
وإن إتفرقنــــا تبقــى الأمـــه ضــاعت وصــار مصيـــرا شتــــــات
شــــــال نفســـــــو الجنيه وختـــــــاهو يادوب حــسَ بالراحـــــــات
وشـــكَّ عيونـــــــــو فى الدولار .. عيون فارســــــاً تقول جمــــرات
قــــــــالُو تعـــــال لـِــى يالمــــابينـــى دايــــــر أسمعَّـــك كلمـــــــات
إتبجحـــت يالــدولار نسيــــــــت نفســـــــك قبـــــــــــل سنــــــــوات
زمـــن بتشــــــــابى ومــــــاك لا حِقنــــــــــى كُت قدرك تلات مـرَّات
وكنت تســـــــــاوى رُتبـــة جــندى أمـــام ضــابط بدبـــــــــورات
بتعـــرف ما إحتقرتــــــــك ليه ؟ وليــه مــا أديتـــــك الصفعــــــات
عشــــان أهــل الكرم يــى اهـلــــى والضيــــــف عندهــم لـو بــات
بيشعـــــــــر بى أمـــــــان مــا نالـــو رُضـــع فــى صدور أمُـــــات
كلام فــارســـاً كســرلو أنـُـــــوف وصِـنديداً كِســب جــــــــــــولات
يصــــــارع فــى الزمــن مــا لآن قــدُر مــا ختـــو مـن قـــــــوات
لكــن مــا لقـــى البحميهـــــــــو وإتمـــلأ فى الضهـــر طعنــــــات
قــالن اظن عرفتــــو البينــــــــــا ابقــو رجــال نضــال وثبــــات
تراكــم شــفتـــــــو أبونـــا إنهــّــــــار شبــع من الضرب لكمــات
وكل ما تجيهــو لكمة تخــلى قيمتـــــــو أقــــــلَّ ممــــــــا فـــات
وكيـــف بالله مـــــا ينهـــــــــار عليهــــو ديونــــــــا مليـــــــارات
بدل ما تجينـــا حفــارات مـــــن النيـــــــل تحفـــــــر القنـــــوات
جــانـــــــا حديد وصــار تبريد وجــات تكييــــف وتلاجـــــــات
كمــــان اللينـــــــــا زاد الـدين صناديقــــــــــاً مــــرابيــــــــات
وإن كان للقـــطن خليهــــو ما زى الزمـــــــان الفــــــــــــات
بقـــى البترول يســـــــوو هــدوم ونـًقـّص قيمتـــو كم مــرات
ونتمنى الكـــــريم يحفـــظ لينــا اشجـــــــار تالــــت الثــروات
كملِــن الكلام قالن لى أسمـــح لينـــا شــان مــا شـــــــــــات
شِــل منديلــى أمســـح ليهـــن الدمعه العلـــى الوجنـــــــــات
وقــــت ليهن وحات إســم الله إنتن عنـــدى معـــــــــزوزات
وكُنتـن تاكِــلِن فـــى النــاس ولا ماكلات ولا شاربــــــــات
وكيف بالله عاد ننســـــــاكن إن كان لينـــا عـــــزه وذات
تعالـــن شرِفِـــن لـــى بيتــى ستــات بيت ومــو ضيفـــــات
وباكــر يعود ابوكن سيد يخـــش لى أعدانــا فى الحدقــات
ونتمنــى الكريم يهدينــــا نخدم بـــى عقـــول وثبــــــــــات
نشِـق مشـوار طويل نبداهــو بالخـُطـى والرجـول مــا شـات
محل ما نقيف يسير أبنائنــا فيهـــو يكمـــلوا الخطــــوات
نخدم فــى وطنــــــــا جميع بــى إخلاص ونكــــــران ذات
وأرضـــو الشاسعــــه نزرع فيهـــا والمليون نسّــوِِى نبات
بدل ما نجيب عيوش أمريكــا نمــــــلأ المينـــــا جــــوالات
نـَصّـــدَّر ونـَدِى للمُحتــــــاج ونمـــــــلأ البنك بالعمــــــــلات
وترجـــع يــا جنيهنـــــــــا عـــزيز وبنـُــوتك فـِـــريحانــات


الطريريدات .. هى العمله فئة الخمسه والعشرون قرش ومفردها طراده
الشلن هى الخمسه قروش ..
ابونــا مقصود به الجنيه السودانى حيث فى زمن كان له من القوه وكانت كل العملات تعمل له ألف حســـاب ,,,؟

(1) لي رجعة لتعريف الشاعر : الطيب أحمدون